رحيل حمد او عبد
بقلمي زينب كاظم
كنا صغارا نلهو في شوارع الحياة …
نزور بساتين الزهر ونقبل النخيل ونعانق الجوري والياسمين ..
كنا عشاق صغارا لم نكن نعرف أن هذا الاحساس هو العشق …
كانت تأخذنا دوامة النقاء والبراءة …..
كان يبحث عن ثمار الهوى فيجد تمرة فيأتي لي سعيدا كأنما عثر على كنز ثمين كنا نقتسم التمرة لتظل أيامنا حلوة….
كان يذيقني عسل الورد لكن قلبه كان مزيجا من علقم وبلسم وشهد …
العلقم لأنه كان حزينا اذ تنبأ بأن حلمه سيوأد …
والبلسم لأني شمس اضئ سماه لكني كنت كنجمة اسافر في سفن الحياة ثم أعود …
لكنه كان يطلق علي لقب شمسي وهو لا يعلم بأن الشمس تغيب وتظل تستغيث لأنها ستغيب ويصبح كل شئ حولها احمرا وقت المغيب وكأنما هي تصرخ أنقذوني لا اريد الرحيل لكن كلنا لا نفهم لغتها ونتركها ترحل عنا وقت الغروب …
بل ونرقص فرحا لجمال منظر نزيفها …
كنت أغيب وأعود لذلك الشاب اليانع المشرق الجميل …
فهو جميلا اسما ورسما وأجمل الأسماء ما حمد وعبد …
كبرنا ونحن على هذا الدستور أغيب وأعود حتى سقط عاشقا ولهانا كان يضئ ظلامه وعتمته من نور وجهي …
كان يهديني أقراطا وأساورا وحلوى ووريقات تحمل هياما واحلاما وهذا شهده الشهي الذي يقدمه لي على طبق من حب …..
حتى جاء اخر ميعاد وتقاسمنا تفاحة تلك التفاحة التي تحمل لعنة العشق الابدي فالتفاحة التي أخرجت ادم وحواء من الجنة جلعتني أنطق الحقيقة …
يا حمد او عبد انا لا احبك نحن اصدقاء طفولة !!!!
لأن أحلامي عالم شاسع وامنياتي لا تسعها سماء أو أرض لم يكن حلمي الحب فقط …
ولم أكن أعلم ان تلك لعنة جعلت قلبي يتحجر مع من أحبوني ..
وجعلت من أهيم به عشقا لا يجمعني به لقاء ….
حتى بقيت أسير في أزقة الدنيا سنين وسنين متيقنة انني ايقونة الحب والشقاء ولعنة التفاحة هي الا أعشق أحد وتجمعنا سماء بسبب حبك يا حمد أو عبد …
وبعدها ذهبت الى متاهات ومتاهات خارج حدود الزمان والمكان بعدما رضخت لواقع انني لن أجد عشق كعشقك يا حمد او عبد …
لكنني اصطدمت بلوحة سوداء متوشحة بالأحمر القاني انه لوننا الذي جمع نقاءنا وبراءتنا …
وهذه اللوحة مكتوب عليها رحل حمد أو عبد لكن لم يقتله انسان بل مات بالسرطان …!!؟؟؟
رحمك الله يا عفيف الخلق عذري العشق صافي الاحساس ….