رفقا بالضعفاء
رفقا بالضعفاء
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
أصدقائي وأحبابي قد يكون الضعيف شخصا فقيرا تغرب عن أولاده وأسرته ووطنه وترك هؤلاء جميعاً وودعهم على أمل أن يبني لهم مصدر رزق يؤويهم ويسد ظمأهم وتحسين عيشهم ترك أطفاله الصغار ولم ينس لحظة توديعهم إياه بدمع مدرار ودعهم وهو يلوح بيده (وداعاً) وقلبه يتمزق لفراقهم لكن ما باليد حيلة
من الضعفاء من يكون خادماً عندك أو خادمة أو سائق أو عامل دعته الحاجة والعوز والفقر المدقع إلى أن يكون أجيراً عندك فهو يعمل في الليل وفي النهار منذ أن تطلع الشمس وحتى يسود الليل يعمل وينتظر بفارغ الصبر انقضاء الشهر حتى ينعم بأول قطفة من مال حلال يقبضه بعد جهد شاق ليذهب الي عائلتة حتي يحقق لهم ولو بعض احتياجاتهم البسيطة
واثناء هذه الجهود المضنية والأعمال الشاقة قد لا يجد الأجير او العامل معاملة حسنة ولا يكاد يسمع كلمة طيبة تعوضه مرارة العمل الشاق ولربما حدث تقصير منه أمام هذا الضغط الهائل من الأعمال الجبارة التي يقوم بها فتكون ردة فعل مديرة او صاحب العمل الشتم والسب واللعن ولربما امتدت يده عليه بالضرب المبرح
ولا تنسي ان ضعف المظلومين هو ذلك الشعور بالوهن وقلة الحيلة جراء التعرض للظلم سواء مادياً أو معنوياً وجميعاً نعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة لذا يجب أن نحذر من القيام به ونحذر التعرض له
اياك والظلم إذا ما كنت مقتدرا فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم عيونة ابدا لا تنام فأنة يدعو عليك وعين الله لم تنم وتأكد دائما اخي الحبيب إن أجمل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الانسان أن يشعر بغيره من الناس وأن يتحسس النقص الذي يعانيه الآخرون كما يتحسس النقص الذي يعانيه هو فلا ينسى المرضى إذا كان في عافية
ولا ينسى الجياع إذا كان في شبع ولا ينسى العطاش إذا ارتوى ولا ينسى الفقراء إذا اغتنى فإن الملك لله وكلنا فقراء لرحمته وفضله ولولا ستر الله علينا لكنا جميعا في بلاء لذلك كان العطف والرأفة من علامات شكر العبد لخالقه واعترافه بفضله وتأكيدًا لصدق عبادته وإيمانه بالآخرة وبالعدالة الإلهية التي لا تمنح بلا مقابل ولا تمنع بلا غاية فإن المنح قد يكون نقمة وإن المنع قد يكون رحمة من عند الله تعالى
حفظكم الله ورعاكم من كل سوء وشر