رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة
رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة
بقلم دكتورة – سهير الغنام
رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
يهل علينا شهر رمضان المعظم مع بزوغ هلاله من كل عام هدى للناس أجمعين وبيان من الله عز وجل وفرقان بين الحق والباطل فهو شهر القرأن حيث إبتدء فيه وفي ليلة القدر منه نزول القرأن البيان الأبدي للحق والطريق إلى الله وهدى للناس بتعريفهم شئون دنياهم واخرتهم وإصلاح وسعادة لشئون حياتهم فكل عام وجميع المسلمين في شتى أنحاء الأرض بخير وسعادة ونسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام في هذا الشهر الكريم الذي هو منحه من الله إلى عباده ففيه تضاعف الحسنات وفيه تكثر الخيرات وفيه عتق من النار وفيه ليله هي خير من الف شهر فياسعد من صادفها وعمل لها وفيها فاللهم إجعلنا وجميع خلقك من المغفور لهم المتقبل صالح أعمالهم والموعودين بالجنة اللهم أمين ولهذا الشهر الكريم ثوابت يتفق فيها جميع المسلمون في الشهر الكريم وتلك الثوابت هي عبادات من صيام وقيام وتلاوة القرأن والإكثار من أعمال البر والخير وصلة الرحم والإحسان وهناك عادات متغيرة تختلف من مكان إلى أخرى وإن إتحدت في الهدف والغاية فالكل بلد وقطر من أمطار الدنيا عادات وتقاليد
ترتبط بهذا الشهر الكريم سواء على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي لعموم أهل هذا البلد أو القطر وهنا أثرت ٌ التحدث عن عادات وتقاليد أهل الإمارات في شهر رمضان المعظم سواء على المستوى الرسمي أو العام فدولة الإمارات تلك الدولة الفتية التى حفرت إسمها بحروف من دهب بين دول العالم وجعلت لنفسها مكانة لاتخطئها العين بين الدول ورغم تقدمها وإدخال أحدث المتظمومات العلمية والتكنولجية في كافة مناحي الحياة والخدمات فيها فإنها مازالت تحتفظ بإرث الأباء والأجداد في الإحتفال بهذا الشهر الكريم الذي ينفرد بطابع فريد وخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة حيثْ الأجواء الدافئة التي لن تجد لها مثيلاً أينما حللت وذكرياته في كثير من جوانب الحياة التى يعيشها الجميع من صلة رحم نسترجع بعض الذكريات الجميلة والأحداث الأجمل المرتبطة بهذا الشهر المعظم والتى يختلط فيها التراث الديني والشعبي تتمثل أبرز عادات وتقاليد الإمارات في رمضان في إحتفالية (حق الله ) وهي إحتفالية تراثية وإن تغير شكل إحياء هذه الليلة ألا أنها مازالت تحتفظ بعبق الماضى الجميل حيث ْ يبدء الإحتفال بحق الليلة قبل قدوم الشهر الكريم بأيام عديدة إذ يتم الإحتفال بها في ليلة الخامس عشر من شهر شعبان لإستقبال رمضان،حيثْ يرتدي الأطفال أجمل الأزياء المستوحاه من الملابس التقليدية في الإمارات ويقوموا بترديد أهازيج وعبارات حق الليلة أما على المستوى الرسمي فإن العادات والتقاليد تشمل تزيين الشوارع بمختلف أشكال وصور الزينة المضيئة ومنها الفوانيس والنجوم والأهله في صورة مضاءة في جميع شوارع وميادين الدولة لتشكل جوهرة مضيئة تسر الناظرين ويتمتع بها جميع أهل الإمارات والمقيمين حيث ُ تضم الإمارات أكثر من 200جنسية تتناغم جميعها في نغم يحلولي تسميته بنغم الألفة والمحبة التى تستشعرها بين أهل الإمارات وجميع المقيمين بها وهذه الزينة والإحتفالات بها تشعرك بالإطمئنان في ليالي هذا الشهر الكريم
وأيضاً من أهم المظاهر والعادات التى يحرص الجميع على مشاهدتها ومعايشتها واستمتع بها مدفع رمضان ورغم حداثة هذه العادة التى بدأت منذ القرن التاسع عشر وتحديداً خلال حكم الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” فإنها تستقطب السكان والسياح كباراً وصغاراً لمشاهدة إطلاق مدفع رمضان الذي ينطلق إيذاناً بالإفطار والإمساك والذي يمكن سماعه على بعد يقدر بحوالي العشرة كيلو مترات من كل مركز من مراكز الإطلاق في جميع الإمارات في مراسم للإطلاق أكثر من رائعة وراقية وفي رمضان يجتمع الأهل على الأكلات الإماراتية الشهيرة والتراثية وأبرزها وسيد مائدة رمضان الهريس والمجبوس والثريد والبرياني واللقيمات والتى يحرص أهل الإمارات أن يطعموا منها كل صائم يلجأ إليهم ويقوموا بتوصيلهاإلى غير القادرين
وأيضاً للجيران والأصحاب والمعارف ففي رمضان في الإمارات تشعر وكأنك على مائدة كل الإماراتين فأهل الإمارات أهل جود وكرم ثم تأتي إلى المظهر الديني الذي تخشع له القلوب هو توجه الأفواج من الناس إلى صلاة التراويح والقيام فتجد المساجد المزينة مشرعة
مشرعة الأبواب وكأنها الأزرع تحتضن المصلين وتحرص الدولة على إستضافة كبار علماء وشيوخ الدين والفقه في ندوات ومجالس للذكر والتفسير والدروس الدينية كما تحرص أجهزة الإعلام على إستضافة هؤلاء الضيوف المتميزين في برامجها للفتوى والإجابة على أسئلة الناس في برامج على الهواء مباشرة وكعادة أهل الإمارات في الكرم والجود فإنك تجد الجهات الخيرية تتبارى في عمل مجالس الطعام والخيام الرمضانية لكل من يرغب وتحرص أن تكون الأطعمة المقدمة من أفخر وأجود الأطعمة ذلك فضلاً عن التنوع الذي يناسب كل الجنسيات في رمضان تشعر بأن كل الإمارات تقول مرحباً وأهلاً وتسعى جاهزة لجعل رمضان من أفضل أيام كل مقيم على هذه الأرض الطيبة
وختاماً كل عام وجميع المسلمين بخير وصحة وسعادة مقبولي الصيام والقيام مغفور لهم بإذن لله.