زيارة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون الى روسيا.
كتب/ أيمن بحر
فى توقيت حرج يمر فيه العالم بمنعطف قد يغير خارطته السياسية وقّعت الجزائر وموسكو اتفاقيات تعاون على مستوى الشراكة الاستراتيجية فى خطوة وُصفت بأنها ضمن التحول إلى نظام العالم متعدد الأقطاب.
ويرصد خبير سياسى من روسيا واقتصادى من الجزائر رسائل زيارة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون وما تخللها من لقاءات واتفاقات مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين الساعى لكسر طوق العقوبات والحصار المفروض على بلاده من جانب الولايات المتحدة ومعظم أوروبا.
وخلال الزيارة التى استغرقت 3 أيام أبرم بوتين وتبون اتفاقيات تهدف إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية فيما تسعى روسيا إلى تعزيز وجودها فى أفريقيا.يصف الخبير الاقتصادى الجزائرى مراد كواشى علاقات البلدين بأنها يسودها توافق سياسى ودبلوماسى فى مختلف القضايا التى تخص الشرق الأوسط.
وتناهز قيمة التبادلات التجارية بين البلدين 3 مليارات دولار وتعد روسيا أكبر مورد للسلاح للجزائر حيث تستورد الأخيرة 80 فى المئة من أسلحتها من موسكو كما ينسق البلدان فى منتدى الدول المصدرة للغاز وفى اجتماعات تحالف الدول المصدرة للنفط أوبك بلاس حسب كواشى.عن أهداف زيارة تبون لموسكو وسط الأجواء العالمية الحالية يقول مراد كواشى:
الجزائر تريد تطوير العلاقات مع موسكو سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتنتظر الكثير من الاستثمارات الروسية خاصة مع تضييق بعض الدول على المستثمرين الروس نتيجة العقوبات المفروضة على بلادهم بعد حرب أوكرانيا.
الجزائر تبحث عن شركاء حقيقيين للربح وأيضا تحقيق الأمن الغذائي من خلال مشاريع زيادة إنتاج الحبوب.
مع سعيها للاعتماد على الطاقة النظيفة تجد الجزائر روسيا شريكا مناسبا؛ لأنها من أكبر الدول المطورة للطاقة.
الشراكة الاستراتيجية مع موسكو هدف جزائرى فى صناعة السيارات والتعدين.ويتفق المحلل السياسى الروسى مسلم شعيتو مع كواشى فى بعض النقاط السابقة مضيفا إليها:
الجزائر تقف مع روسيا وتريد رفع مستوى التبادل الاقتصادى ونفس الأمر تريده موسكو.
العلاقات بين البلدين استراتيجية نظرا لما تمتلكه الجزائر من ثقل فى أفريقيا ومنطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط.
توقيت الزيارة هام بعد انتخاب الجزائر كعضو غير دائم فى مجلس الأمن الدولى يشارك فى بحث المسائل الإقليمية والدولية.
روسيا تعمل على تكوين عالم متعدد الأقطاب وتراهن على أن تلعب أفريقيا فى ذلك دورا مهما.
ملفا الطاقة والتعاون العسكري
خلال احتفال أقيم بالكرملين وقع بوتين وتبون سلسلة اتفاقيات وإعلانات نوايا بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية.ووفق الإعلان المنشور على موقع الكرملين الإلكترونى تعهد البلدان بـ توسيع الشراكة بشأن نقل التكنولوجيا وتنفيذ مناورات وتمارين مشتركة بحسب النص الذى نقلته فرانس برس.
أما فى مجال الطاقة فتعهدت الدولتان على تكثيف التعاون فى مجال التنقيب عن المحروقات وإنتاجها وتكرير النفط والغاز.
وقال بوتين فى تصريح: الجزائر شريك مهم لنا فى العالم العربى وفى إفريقيا مؤكدا أنه أجرى محادثات مثمرة للغاية مع نظيره الجزائرى.
من جهته قال تبون إن لقاءه مع بوتين كان صريحا ووديا وناقش معه العديد من القضايا بما فى ذلك الوضع فى الصحراء وملف ليبيا والنزاع بين فلسطين وإسرائيل.
وحافظت الجزائر وموسكو على علاقات مميزة منذ أن دعم الاتحاد السوفياتى السابق الجزائريين خلال حرب الاستقلال عن فرنسا من 1954 إلى 1962.ومنذ بدء النزاع فى أوكرانيا تعزز روسيا علاقاتها فى آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بتقديم نفسها شريكا مميزا لبلدان هذه القارات وبديلا لمنافسى موسكو خاصة الولايات المتحدة وأوروبا.
زيارة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون الى روسيا.