سر التراجع الصادم ليفربول

كتب:اسلام منصور

ماذا حدث لليفربول في موسم 2025-2026؟

بعد أن اعتلى عرش الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024-2025 بقيادة المدرب الهولندي أرني سلوت،

كان من المتوقع أن يواصل ليفربول هيمنته في الموسم التالي لكن، مع دخولنا منتصف موسم 2025-2026،

يعيش “الريدز” حالة من التذبذب في النتائج والأداء، وصلت بهم إلى المراكز الوسطى (السابع أو الثامن) في جدول الترتيب،

وهو ما يطرح تساؤلاً كبيراً: ما هو سر هذا التراجع المفاجئ والصادم؟

1. 🛡️ اهتزاز “قلعة الدفاع” وتأثير غياب أرنولد:

أحد الأسباب الجوهرية التي أشار إليها التحليل هو الضعف الدفاعي الواضح للفريق.

ورغم أن الفريق كان قادرا على تحقيق انتصارات بشق الأنفس في بداية الموسم، إلا أن الشباك لم تكن نظيفة في معظم المباريات.

هذا التدهور الدفاعي يرتبط بشكل خاص بـ “أزمة الـ400 ياردة” التي يغطيها الفريق، وهو ما يترجم إلى:

تراجع الفاعلية على الجانب الأيمن:
لوحظ تراجع خطورة الفريق بشكل ملحوظ عند غياب الظهير الأيمن والقوة الهجومية الدافعة ترنت ألكسندر-أرنولد.
غيابه أو تراجع مستواه يخل بالتوازن بين الدفاع والهجوم، حيث يعد أرنولد لاعباً محوريا في بناء الهجمات.
ثغرات دفاعية:
أصبحت دفاعات الريدز تُمنح خصومها فرصاً أكثر، مما أدى إلى تلقي الأهداف باستمرار، حتى في الأوقات القاتلة.

لم يقتصر التراجع على الجانب التكتيكي فقط، بل امتد ليطال الأداء الفردي لعدد من الركائز الأساسية التي قادت الفريق

للقب في الموسم السابق، ويأتي في صدارة هؤلاء النجم المصري محمد صلاح:

تراجع الفاعلية التهديفية لصلاح:
أشار آلان شيرر وغيره من النقاد إلى أن “مو صلاح” ليس هو اللاعب الذي عهده الجمهور. ففي الفترة الأولى من الموسم،
كانت أرقامه التهديفية أقل بكثير من المعتاد، مما أثر على القوة الهجومية الضاربة للريدز.
الضغط على المدرب:
يثير تراجع أداء اللاعبين الأساسيين قلق المدرب أرني سلوت، الذي يجد نفسه مضطراً للبحث عن بدائل أو تغيير الأدوار،
كالمطالبة بمنح صلاح واجبات دفاعية إضافية للحد من خطورة الخصوم، وهو ما قد يتعارض مع طبيعته الهجومية.

من الطبيعي أن يشكل انتقال القيادة الفنية من المدرب التاريخي يورغن كلوب إلى أرني سلوت تحدياً كبيرا.

فبرغم أن سلوت قاد الفريق للقب الدوري في أول مواسمه، إلا أن تثبيت الأقدام وبناء حقبة جديدة يتطلب وقتا وتوازنا.

التحديات التي يواجهها سلوت تشمل:

تطبيق تكتيكات جديدة:
محاولة تطبيق أفكار تكتيكية جديدة على مجموعة اعتادت على أسلوب كلوب لسنوات
قد ينتج عنه فترة من التخبط وعدم الاستقرار في الأداء، خاصة في بداية الموسم.
إدارة التوقعات والضغط:
الضغط الهائل الذي يفرضه الفوز بلقب الدوري يضع عبئاً إضافياً على اللاعبين والجهاز الفني للحفاظ على المستوى،
وأي تراجع بسيط يتم تضخيمه إعلامياً.

إن سر تراجع ليفربول لا يكمن في سبب واحد، بل هو مزيج من الضعف الدفاعي نتيجة غياب التوازن (خاصة مع تذبذب دور أرنولد)،

وتأثر الإنتاجية الهجومية بسبب تراجع مستوى بعض النجوم، بالإضافة إلى التحدي الحتمي للمرحلة الانتقالية تحت قيادة المدرب الجديد.

يواجه أرني سلوت الآن مهمة صعبة لإعادة ضبط الفريق وإيجاد التوازن المفقود بين الكفاءة الهجومية

(التي لا تزال موجودة في الإحصائيات العامة للموسم السابق) والصلابة الدفاعية،

قبل أن يتسع الفارق مع فرق الصدارة ويصبح الموسم في مهب الريح.