“سر الزاوية الحمراء”
محمود سعيدبرغش
في قلب حي الزاوية الحمراء، عند تقاطع شارع محمد بيومي مع شارع سلامة عفيفي وأحمد حشاد، كانت الحياة اليومية تسير بشكل طبيعي، أو هكذا يبدو. هذا المكان كان معروفًا بين السكان بتاريخه الغامض وحكاياته المثيرة التي تتناقلها الألسن في سرية.
في إحدى ليالي الشتاء الباردة، كانت ياسمين، صحفية شابة، تبحث عن قصة مثيرة تنشرها في مجلتها. سمعت عن أسطورة غريبة تربط بين الثلاثة شوارع؛ قيل إن هناك غرفة سرية أسفل أحد المنازل القديمة في شارع محمد بيومي، تحوي كنزًا مخفيًا منذ عصر الاحتلال البريطاني.
بدأت ياسمين تحرياتها بمقابلة الجيران، لكن معظمهم كانوا مترددين في الحديث. أخيرًا، دلّها أحدهم على رجل عجوز يُدعى الشيخ إسماعيل، عاش في الحي منذ أكثر من خمسين عامًا. حينما قابلته، قال لها:
“يا ابنتي، أنت تلعبين بالنار. السر في هذا المكان ليس مالًا أو ذهبًا، بل لعنة دفنت مع ذلك الكنز.”
لم تصدق ياسمين كلامه وقررت المضي قدمًا في البحث. أثناء الليل، اقتحمت المنزل المهجور الذي أشار إليه الشيخ. كان الظلام كثيفًا، لكن ضوء مصباحها كشف عن باب خشبي صغير تحت السلالم. دفعته بقوة ليفتح على سرداب عتيق.
هناك، وجدت صندوقًا حديديًا قديمًا، وحينما فتحته، كانت المفاجأة…
—
… داخل الصندوق، لم تجد ياسمين ذهبًا أو مجوهرات كما كانت تتوقع، بل وجدت مجموعة من الأوراق القديمة المصفرة بختم بريطاني. بدأت تقرأ، لتكتشف أنها وثائق عسكرية سرية تعود لزمن الاحتلال البريطاني. الوثائق كانت تحتوي على مخططات لتقسيم الحي وإعادة توزيعه بغرض السيطرة على المناطق الاستراتيجية في القاهرة.
لكن ما لفت نظرها أكثر كان رسالة مكتوبة بخط اليد، تحمل توقيعًا باسم “ريتشارد هاريس”، وهو اسم ضابط بريطاني كان قد اختفى في ظروف غامضة خلال تلك الفترة. الرسالة كانت تشير إلى خيانة كبيرة حدثت بين الضابط وشخص مصري يدعى محمد بيومي، وهو مالك المنزل المهجور.
بينما كانت ياسمين تتصفح الوثائق، سمعت صوت خطوات قادمة من السرداب. تجمدت في مكانها، وبدأ قلبها ينبض بقوة. حاولت إطفاء مصباحها، لكن الأوان كان قد فات. رجل طويل القامة بملامح غامضة ظهر أمامها.
“أنتِ لا يجب أن تكوني هنا”، قال بصوت هادئ لكنه مخيف.
“من أنت؟!” سألت ياسمين بصوت متقطع.
“هذا ليس مهمًا، لكن ما تحملينه في يدك خطير جدًا. هذه الوثائق يجب ألا ترى النور.”
حاول الرجل أخذ الوثائق منها، لكن ياسمين هربت بأسرع ما يمكن. خرجت من السرداب وركضت إلى الشارع، لكنها أدركت أنها كانت مراقبة طوال الوقت. حينما وصلت إلى منزلها، تلقت مكالمة هاتفية من رقم مجهول:
“إذا أردتِ البقاء على قيد الحياة، انسَي كل ما رأيتِه الليلة.”
أصبحت ياسمين الآن بين خيارين: نشر الوثائق وكشف السر الذي قد يغير تاريخ الحي بأكمله، أو الصمت لحماية حياتها. وبينما كانت تفكر، سمعت طرقًا عنيفًا على بابها.
—
هرعت ياسمين إلى النافذة لترى من الطارق، لكنها لم تجد أحدًا في الشارع. كان المكان مظلمًا وصامتًا بشكل مريب، مما زاد من توترها. فتحت الباب بحذر، لكنها لم تجد سوى مظروف صغير مرمي على الأرض. التقطته بيد مرتجفة وفتحته لتجد رسالة مكتوبة بخط يد أنيق:
“احذري. ما اكتشفته أكبر مما تتخيلين. لا تثقي بأحد. إذا أردت الحقيقة الكاملة، عودي إلى المكان الذي بدأتِ منه، ولكن هذه المرة، ابحثي تحت البئر.”
شعرت ياسمين بخليط من الفضول والخوف. لم تكن تعرف ما إذا كان عليها الاستمرار أم التراجع، لكن شغفها لمعرفة الحقيقة كان أقوى. جهزت حقيبتها ببعض الأدوات وعادت إلى المنزل المهجور في منتصف الليل.
عندما وصلت إلى البئر، الذي كان مهجورًا ومغطى بغطاء خشبي متهالك، بدأت في البحث. وجدت حبلًا قديمًا واستعملته للنزول بحذر إلى أسفل البئر. في القاع، اكتشفت فجوة صغيرة تؤدي إلى ممر ضيق.
زحفت داخله حتى وصلت إلى غرفة صغيرة مضاءة بضوء شموع خافت. في وسط الغرفة، كان هناك صندوق آخر، لكنه كان محاطًا برموز غريبة محفورة على الأرض والجدران. فتحت الصندوق بحذر، لتجد داخله دفتر يوميات مكتوب باللغة العربية، يعود إلى محمد بيومي نفسه.
بدأت تقرأ، لتكتشف أن بيومي لم يكن مجرد مالك منزل عادي. كان عضوًا في حركة مقاومة سرية ضد الاحتلال البريطاني، وكان هو من كشف مخططات الضابط “ريتشارد هاريس”. الوثائق التي أخذتها ياسمين كانت دليلًا على تورط الاحتلال في جرائم عديدة، لكن الخيانة جاءت من أحد أفراد المقاومة الذي باع سر الحركة للإنجليز.
وقبل أن تكمل قراءة اليوميات، سمعت صوت خطوات قادمة مرة أخرى. هذه المرة كان الصوت أقرب وأسرع. حاولت الهرب، لكنها وجدت مخرج الغرفة مغلقًا.
ظهر نفس الرجل الغامض الذي قابلته في السرداب، لكنه لم يكن وحده. خلفه مجموعة من الرجال المقنعين. قال لها:
“كان يجب أن تستمعي إلى التحذير. الآن ستدفعين الثمن.”
—
بدأ قلب ياسمين ينبض بسرعة، لكن سرعان ما وجدت نفسها في موقف محير. كان الرجال المقنعون يقتربون منها ببطء، لكن شيئًا ما في الجو جعلها تشعر بأن هناك فرصة للهروب. ركزت على الدفتر بين يديها، ففجأة، سمعت صوتًا قادمًا من أحد الجدران.
عندما نظرت حولها، اكتشفت بابًا صغيرًا مخفيًا بين الصخور. كانت هناك زاوية ضيقة، وأدركت أنها قد تكون المخرج الوحيد.
دون تفكير طويل، ركضت نحو الباب واستخدمت ما تبقى من قوتها لتفتحه. دخلت إلى ممر مظلم، ثم هرولت في ممرات ضيقة غير مألوفة لها. كانت خطواتها تتردد في المكان الصامت، ولكن صوت الرجال خلفها كان يزداد قربًا.
بكل سرعة، وصلت إلى نقطة من الممر حيث وجدت فتحة ضيقة تكاد تسمح لها بالمرور إلى سطح الأرض. استخدمت جميع قواها لتسلق الحافة الضيقة حتى وجدت نفسها في الخارج، في الظلام المحيط بالمنزل المهجور.
بينما كانت تنظر خلفها، اكتشفت أنها قد خرجت من الموقع الذي كان محاطًا بالأسرار، لكنها شعرت بعيون تراقبها من الظلال.
فجأة، رن هاتفها المحمول. كان رقمًا مجهولًا. أجابت بتردد، وعندما سمعت الصوت الآخر، هزت رأسها في صدمة.
“لقد كنتِ على وشك أن تكتشفي أكثر من اللازم، ياسمين. نعلم أنكِ لن تتركِ الأمر الآن، لكن هل أنتِ مستعدة للثمن؟” قال الصوت بصوت هادئ وخافت.
أغلقت ياسمين الهاتف بسرعة، مترددة. كانت في مأزق كبير؛ فكلما اقتربت من كشف الحقيقة، كلما أدركت أنها كانت تدخل في شبكة أكبر من الأسرار والتهديدات.
ماذا ستفعل الآن؟ هل ستنشر الوثائق وتواجه العواقب؟ أم ستظل تحاول الهروب من هذه اللعنة التي تلتصق بها؟
–
قررت ياسمين أن المواجهة هي الطريق الوحيد. قلبها كان مليئًا بالخوف، لكن فضولها كان أقوى من كل شيء. حسمت أمرها، وأخذت قرارًا بعدم التراجع. رغم التهديدات، كانت عازمة على كشف الحقيقة التي كانت مختبئة في الظلال لعقود طويلة.
مرت عدة أيام من الترقب، حيث كانت ياسمين تحاول جمع شجاعتها لترتيب أفكارها. في تلك الفترة، اكتشفت أن الشخص الذي كان يطاردها كان جزءًا من شبكة سرية تعمل على حماية التاريخ المشوه لهذا الحي. كان هؤلاء الرجال المقنعون جزءًا من “المجموعة البيضاء”، وهي منظمة خفية كانت تهدف إلى ضمان عدم كشف أسرار تلك الوثائق التي تعود لزمن الاحتلال البريطاني.
في أحد الأيام، توجهت ياسمين إلى مكتبها وكتبت تقريرًا مفصلًا عن كل ما اكتشفته، دون أن تكشف عن هويتها الحقيقية أو مكان تواجد الوثائق. قررت أن تُرسل المقال إلى أكبر صحيفة في البلاد، دون أن تعرف إن كان سيتم نشره أم لا.
في اليوم التالي، وبينما كانت تستعد لمغادرة منزلها، فوجئت بمكالمة هاتفية أخرى. كانت تلك المرة من الشيخ إسماعيل الذي تحدث إليها بصوت مملوء بالقلق:
“ياسمين، يجب أن تتوقفي عن كل هذا. أنتِ تفتتحين جروحًا قديمة. تعرفين الآن أكثر مما يجب.”
ولكن ياسمين لم تتراجع. كانت قد بدأت تدرك أن هناك أكثر مما يبدو للعيان.
في تلك اللحظة، سمعوا صوت طرق على الباب، وفتحته ليظهر رجال يرتدون ملابس سوداء. نظر إليها أحدهم وقال:
“نحن نعلم أن الوثائق في أيدٍ أمينة الآن، لكننا لا نريد أن تزداد الأمور تعقيدًا.”
هؤلاء الرجال لم يكونوا أعداء، بل كانوا ينتمون إلى مجموعة تعمل على حماية الحقيقة، لكنهم كانوا يرفضون كشفها للعامة خوفًا من تفجير فتنة كبيرة قد تزعزع الاستقرار في المنطقة.
وأمام ضغط الوضع، قررت ياسمين أن تتعاون معهم، ولكن بشروطها. اتفقت معهم على أن تُحفظ الوثائق في مكان آمن، ولكن دون أن تُحجب عن المجتمع، وأصرّت على نشر القصة بطريقة مُحسنة تراعي كافة الأطراف.
تم ترتيب مؤتمر صحفي كبير. في اليوم الموعود، اجتمع الصحفيون والمحققون، ليكتشفوا أن ياسمين لم تكشف فقط عن الخيانة والتآمر من جانب البريطانيين في الفترة الاستعمارية، بل أكدت أيضًا على دور الشخصيات المصرية، مثل محمد بيومي، الذين ساعدوا في مقاومة الاحتلال رغم الخيانات الداخلية التي حاولت إحباط هذه المحاولات.
وبينما كان المؤتمر يقترب من نهايته، كانت ياسمين قد أتمت مهمتها، لكن في قلبها كان هناك شعور بالخوف المستمر. هل ستدفع الثمن؟ هل ستواجه العواقب؟
لكنه كان وقت الحقيقة. وستظل تلك الوثائق، رغم تهديدات الماضي، هي ما قد يغير تاريخ الحي بأكمله.
بعد نشر التقرير، أُثيرت ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والجماهيرية. البعض كان يصف ياسمين بالبطل الذي كشف المستور، والبعض الآخر كان يرى فيها تهديدًا للأمن الوطني. لم يكن الأمر سهلاً عليها، حيث واجهت ضغوطات هائلة من جميع الأطراف.
من جهة، كانت “المجموعة البيضاء” تتواصل معها بشكل سري، تحذرها من مغبة ما فعلت. كانوا يهددونها بأن حياتها ستكون في خطر إذا استمرت في مسيرتها لكشف الحقيقة. لكن من ناحية أخرى، كانت الصحافة تتابعها عن كثب، والجماهير تدافع عن الحق في المعرفة. تحولت ياسمين بين ليلة وضحاها إلى رمز للأمل والشجاعة، لكنها كانت تدرك أن هناك قوى أكبر منها تحاول محاربتها.
مرّت الأيام وياسمين تكافح بين الخوف ورفاهية الشهرة. كان الشارع، الذي يعرفه الجميع في الحي، يشهد على تغييرات جذرية؛ إذ بدأ الناس يتحدثون عن الماضي المظلم للحي، وأصبح شارع محمد بيومي، الذي كان يومًا ما مجرد زاوية مهجورة، محط أنظار الجميع. الجميع أراد معرفة المزيد عن تاريخهم، عن “محمد بيومي” وحركته السرية.
لكن لم تكن تلك النهاية السعيدة التي توقعتها ياسمين. بدأت التهديدات تتزايد. كانت الرسائل تصلها في مظروفات مشفرة، كانت المكالمات الهاتفية تأتي من أرقام مجهولة. ثم جاء اليوم الذي شعرت فيه أن مراقبتها كانت أكثر من مجرد إشاعات.
بينما كانت جالسة في مقهى صغير، شعر أحدهم بإحساس غير عادي. كان هو “الشيخ إسماعيل”، الرجل الذي حذرها منذ البداية. دخل المقهى بخطوات هادئة، وطلب الجلوس بجانبها.
“ياسمين، الوضع أصبح أكثر خطورة الآن. إذا استمررتِ في نشر هذه الوثائق، ستعرضين حياة كثيرين للخطر. الناس لا يستطيعون تحمل الحقيقة.”
نظرته كانت مليئة بالقلق. “لكنني لا أستطيع التراجع. الحقيقة يجب أن تظهر.” ردّت ياسمين بحزم.
“أنتِ لا تدركين، يا ابنتي، أن هناك أشياء أفضل أن تبقى مخفية. بعض القصص ليست للجميع.”
كان حديثه يثير القلق، لكنه جعل ياسمين تدرك حقيقة أكثر: ما اكتشفته ليس مجرد سر تاريخي، بل كان جزءًا من مؤامرة أكبر، تتعلق بمصير الحي ومن فيه.
ثم، وسط هذا المزيج من الخوف والتوتر، تلقت مكالمة أخرى.
“لقد اقتربت النهاية، ياسمين.”
هذه المرة، كانت المكالمة من صوت مألوف، صوت ذلك الرجل الغامض الذي كان يلاحقها.
“إذا كنتِ مستعدة للمضي في هذا الطريق، عليك أن تدفعي الثمن.”
في تلك اللحظة، أدركت ياسمين أن الحقيقة التي اكتشفتها ربما تكون أكبر من قدرتها على حملها. لكن كانت في قلبها إصرار على متابعة ما بدأته.
مرت أسابيع، ووسط مخاطر متزايدة، قررت ياسمين اتخاذ خطوة حاسمة: كان عليها مواجهة “المجموعة البيضاء”، والتأكد من أن ما كشفته لن يتم تدميره. وكلما اقتربت من كشف المزيد من الأسرار، كانت تكتشف أن هذه الرحلة التي بدأت بحكاية بسيطة كانت مليئة بالأشخاص الذين يختبئون وراء أوجه متعددة، وكل واحد منهم له دوافعه الخاصة.
في النهاية، عندما وصلت إلى قلب هذه المؤامرة، اكتشفت أن الحقيقة، رغم قسوتها، كانت قد تُكتب في صفحات التاريخ بشكل جديد.
ولكن، بينما كانت تهم بتدوين ما جرى في كتابها، رن هاتفها مرة أخرى…
—
في اللحظة التي رن فيها هاتف ياسمين، كان قلبها ينبض بسرعة. كانت تعلم أن هذه المكالمة قد تكون حاسمة في تحديد مصيرها. أمسكت بالهاتف، ورأت الرقم المجهول على الشاشة، وهو نفس الرقم الذي كانت تتلقّى منه التهديدات في الأيام السابقة.
“مرحبًا، ياسمين.” جاء الصوت البارد عبر الهاتف، وأحست بشيء غير مريح في نبرة المتحدث.
“أنتِ لا تزالين هنا، رغم كل شيء، لا تتعجلي في اتخاذ قرارك. الحقيقة التي تحملينها قد تكون أكثر من طاقتك على تحمّلها.”
ردّت ياسمين بصوت ثابت، رغم القلق الذي يتغلغل في قلبها: “أنا لا أهرب من الحقيقة. وإذا كان هناك ثمن لدفعه، فسأدفعه. لن أسمح للسر أن يستمر.”
“إذاً، عليك أن تعلمي أن هذا ليس مجرد تهديد لك، بل لكل من حولك. الآن، في يدك أن تختاري، إما أن تواصلي السير في هذا الطريق، أو أن تعودي إلى حياتك القديمة، وتتركي الماضي في مكانه.” قال المتحدث.
أخذت ياسمين نفسًا عميقًا، ثم أغلقت الهاتف بحزم. كان قرارها قد اتضح تمامًا. لم يعد هناك مجال للرجوع إلى الوراء. كانت قد بدأت رحلة بحث لا تتعلق فقط بالماضي، بل بالحاضر والمستقبل أيضًا.
في اليوم التالي، جلبت الصحافة المزيد من الأسئلة والضغوط، ولكن ياسمين كانت قد تعلمت درسًا قاسيًا. كانت مستعدة الآن للتعامل مع الحقيقة بكل ما تحمل من ألم وتهديدات.
قررت أن تنشر كل ما اكتشفته، حتى لو كانت العواقب شديدة. كانت تعرف أن بعض الأسرار تحتاج إلى أن تُقال، مهما كانت المكاسب أو المخاطر.
وكتب لها التاريخ في النهاية، ليس كصحفية شهيرة أو كرمز مناضل، بل كمن حملت شعلة الحقيقة، رغم الظلال التي حاولت أن تخفيها.
وفي تلك اللحظة، بينما كانت تكتب الكلمة الأخيرة في تقريرها، شعرت بشيء غريب. كانت تلك اللحظة مليئة بالسلام الداخلي، وكأن كل شيء أخيرًا في مكانه. كانت قد اتخذت القرار الصحيح.
الآن، فقط كان عليها أن ترى ما سيحدث بعد أن تكشف الحقائق المخبأة.
—