صالون شباب الإسكندرية الثقافي يحتضن لقاء السحاب
كتب : مراد غيث
عدسة : حماده ميمي
صالون شباب الإسكندرية الثقافي يحتضن لقاء السحاب
نظم صالون شباب الأسكندرية الثقافي برئاسة الشاعرة والإعلامية “هناء الكومي“، بالتعاون مع اللجنة الثقافية بهيئة الشبان العالمية بالإسكندرية ، أمسية شعرية بعنوان ” لقاء السحاب”، ذلك العنوان المعبر بالفعل عن طبيعة تلك الأمسية الشعرية المميزه، حيث جمعت بين طودين شامخين من أعلام الشعر الفصيح، الشاعر” إيهاب البشبيشي”و الشاعر ” محمد جاويش”.
بدأت الأمسية بكلمة إفتتاحية للشاعرة هناء الكومي، قامت من خلالها بتحية الحضور الراقي والواعي الذي يتنسم روافد الإبداع، ويترقب الفعاليات الأدبيه، ولا يسمح لها أن تفوته دون أن ينهل من معينها العذب.
بعدها قدمت التحية لضيفي المنصة وقامت بسرد سيرتهما الذاتية قبل البدأ في عرض أعمالهما الشعرية ، بادئةً بالشاعر المبدع
” إيهاب البشبيشي”
أحد رموز الإبداع في الوطن العربي ،حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة، إلتحق بعدها بكلية دار العلوم ، لصقل موهبته الأدبية وتعزيزها بالدراسة .
شغل منصب وكيل وزارة بالجهاز المركزي للمحاسبات، حاصل على دراسات عليا في الذكاء الإصطناعي ومعالجة اللغات الحية بإستخدام الحاسب الآلي.
ترجمت أعماله للعديد من اللغات ،
حاصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2009 .
أعماله:
صدر له 14 ديوان شعري..منها
” لجؤ، من نبضي، كم الوقت، منزل الروح، نداهة الشعر، كأن خيالها نحت، متفق عليه، على بعد عطر، أسرتي، يحكى أن”.
كما نشرت له ترجمته لكتاب ” المشاكل الكبرى في الفلسفة و الفيزياء”.
صالون شباب الإسكندرية الثقافي يحتضن لقاء السحاب
بعدها ألقى الشاعر “إيهاب البشبيشي” كلمة رحب خلالها بالحضور وعبٌر عن سعادته لكثرة الحضور للأمسيه ، حيث أن المعتاد في الندوات الشعريه ان يكون أعداد الحضور محدود للغاية ، ولكن هذا العدد إنما يعبر عن جمهور واعي ومثقف، ولا غرابه في ذلك فهذه طبيعة الجمهور السكندري الذي نشأ وشٌيد بناؤه على قواعد ثقافية متينة.
وأضاف أنه سمع الكثير عن صالون شباب الاسكندريه الثقافي، وسعد كثيراً بالدعوة الكريمة من الصالون للإلتقاء بالجمهور السكندري الذواقه، خاصة إلى جوار الشاعر الفنان محمد جاويش.
وقال ان ما زاد من سعادته ان هذا الصالون قد إستضاف من قبله قامات شعرية وأدبية عظيمه.
وعن أسباب إنحصار الشعر دوناً عن باقي الفنون والآداب-بعد ان كانت القصيدة تتصدر الصحف اليومية- قال: أن هذا أمر طبيعي في ظل مزاحمه وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للشعر والأدب، حيث أدى ذلك الى اختزال المساحة المخصصة له، والإنشغال عنه إلى غيره، خصوصا في ظل تقصير في دعم الراي العام الشعبي والمؤسسي للآداب عموما، وللشعر خصوصاً، كما ساعد في ذلك تراجع الإهتمام باللغة العربية سواء في التعليم أو في الحياة العامة ،فصارت واجهات المتاجر والمؤسسات تكتب باللغات الاجنبيه -رغم مخالفه ذلك للقانون- وإعتبار ذلك من مستلزمات الوجاهة الاجتماعية .
وعن رؤيته حول كتابة الشعر قال انها بالنسبة لهم محاولة للنظر الى العالم بقلب الطفل وبراءة روحه والتي تمثل النور الذي يصل الى القلوب رغم شدة الظلام وكثرة الحُجُب.
بعدها ألقى عدد من القصائد الرائعة منها “حواف، مقدورنا، حياه، موجة البوح، بيت من الحلوى”.
بعدها قامت الإعلامية “هناء الكومي” بتقديم السيرة الذاتية للشاعر
“محمد جاويش”
شاعر مصري من كفر الشيخ،
حاصل على بكالوريوس التجارة الخارجية.
المدير المالي بإحدى المنظمات التابعة لجامعة الدول العربية.
عضو اتحاد كتاب مصر.
· صدر له :
– ديوان ( على سلم الطائرة ) 2009
– ديوان (بالصوت أم بالصدى) 2014
– ديوان ( البدء بالتيه ) 2015
– ديوان ( كأني أراكَ لأول مرّة ) 2018
·حصل على العديد من الجوائز في شعر الفصحى ومنها :
·المركز الأول على مستوى الجمهورية في لقاء شباب الجامعات
·والمجلس الأعلى للشباب والرياضة وشعراء جامعة حلوان .
·يساهم في الحركة الثقافية بجمهورية مصر العربية ودار الأوبرا المصرية
·يساهم في التحكيم لمسابقات الشعر الفصيح في أكثر من موقع
كان أخرها تحكيم مسابقة الشعر الفصيح لمبدعي جامعة القاهرة ودار الكتب والوثائق المصرية ومهرجان همسة الدولي والعديد من المؤسسات الثقافية الكبرى في مصر والعالم العربي .
صالون شباب الإسكندرية الثقافي يحتضن لقاء السحاب
خير مدافع عن اللغة العربية التي يعتبرها الهوية والأصل والجذور، له قاموسه الخاص وفلسفته الخاصة، وقصيدته المميزه، حيث منحته الطبيعة فيضاً من القريحة والإبداع والأناقة.
قام بعدها الشاعر “محمد جاويش” بتحية الحضور وأكد على سعادته لمشاركة قامة أدبية رفيعة بمقام الشاعر “ايهاب البشبيشي” في منصة شعرية عظيمة -هي صالون شباب الإسكندرية الثقافي- وأكد على فخره بالدفاع عن اللغة العربية ،والتمسك بها فهي الأصل والجذر ، والشجره لا تقلم بقطع جذورها، بل من الواجب علينا التمسك بها رغم خفوتها حتى تلقى الارض الخصبة التي تنمو بها وتستعيد أمجادها، ولا شك أن هذا يتطلب بذل الكثير والكثير من الجهد، ولكن من عرف قيمة ما يطلب هان عليه مقدار ما يبذل. فينتج في النهاية كلمات تتوغل في أعماق النفس، وتستبدل القبح بالجمال، وتترسب وتتراكم حتى تتهيأ لها الظروف المواتية فتقفز إلى العقل الواعي وتؤثر في حياتنا تأثيرا ليس بالهين .
بعدها قام بإلقاء عدد من القصائد منها” لوعة الشوق”، وقصيدة “بيت القصيد” – والتي أهداها لوالدته- وقصيدة” آخر الاقمار”- والتي أهداها لوالده- ، وقصيده “أهدى للجناة حياتي” -والتي تناول فيها أحداث السودان – وقصيده”اذقني الهوى”، وقصيده “حتى جربه”.
بعدها قامت الإعلامية “هناء الكومي” بفتح باب المشاركات لعدد من كبار الشعراء-ضيوف الأمسية- شاركهم أيضا مجموعة من شباب الشعراء -أعضاء صالون شباب الأسكندرية الثقافي – تلك المجموعه التي كان حقاً على الصالون أن يفخر بها و بتقديمه لها، حيث أن أشعارهم كانت محل إعجاب كبار الشعراء، وظهرت بمستوى متميز لا يقل براعةً عن شعراء أي منصة دعا إليها الصالون، وبالتأكيد كان ذلك نتاج مجهودات واضحة من لجان الصالون العامله على إنتاج المبدعين، فالمآرب اليسيره لا تسمى طموح ولكن الطموح هو الغايات الشاقة البعيدة التي تستحق النضال، فما أحوجنا الى الأضواء التي تنير لنا الطريق بين الوقت والآخر ،لنتحسس مواطئ أقدامنا، هذه الاضواء كامنه في ذلك الشباب المبدع.
في النهاية لابد أن أذكر تعليق الشاعر المبدع “محمد شكري جاد” -شاعر الصيادلة وصيدلي الشعراء- على هذه الأمسية الرائعة .
حيث اشاد بالدور الفعال الذي يقوم به الصالون والذي يحاول جاهداً صنع نهضة مع الشباب الجديد الشغوف لمن يمد له يد المساعدة ويرشده إلى الطريق الصحيح، فقدم لهم الفرصة لعرض أعمالهم وصقل مواهبهم- تلك الفرصة التي لم تكن متاحه لجيلنا- حيث فاز من عنده معشار مواهبنا لاننا لم تمهد لنا السبل التي كان علينا ان نسلكها ، فقد كان حصرًا على الأسماء الكبيرة كل أمسية وندوة، وكانت كل مطبوعة شعر تطبع لمن ترى شعره في كل مطبعة.
وبسؤاله حول نصيحته لشباب الشعراء لإعادة الرونق والجمال للشعر الفصيح بعد تقهره، قال: أنصحهم أولا بالإهتمام بالندوات والأمسيات الشعرية ومراجعة أعمال الشعراء وحضور الندوات لمجرد السمع وليس بالضرورة لإلقاء الشعر.
كما نصحهم بالإكثار من القراءة
فعلى سبيل المثال القارئ للشاعر “إبراهيم ناجي” سيكتسب المهاره في تكوين الصور، والقارئ “للعقاد” سيتعلم منه قيمه الفكر.
كما طالبهم بعدم تشجيع الهابط، والتصفيق للرديئ، ومجاملته على حساب الشعر.
و أكد على ضرورة التتلمذ على يد أستاذ يوجه ويراجع حتى لا يتشرنق الشاعر حول رأيه في نفسه ويستبد به الشعور بحب الذات فلا يستفيد من أخطاءه ولا يضع يده على مواضع القوة والضعف في أعماله ، بل عليه أن يسأل عن سبب الإشاده بأعماله كما يسأل عن سبب انتقاد أعماله، فتتكون لديه الخبرات والمهارات التي تصاحبه في طريق الإبداع.