شعر :خديجة الطيب
قصيدة صرخة الزيتون..
(أهديها للشاعرة الشهيدة هبة أبو ندى ، ولصديقتي الغالية الشاعرة مريم قوش حفظها الله وجميع أهلنا في غـ.زة العزة..)
*
من ذا يفضُّ عن الفؤاد حِدادَهُ
ويريقُ من ماء العُروق مِدادَهُ
الحزنُ داءٌ، ليس وقتا ينقضي،
يفشو ليُكثِرَ في الضّلوعِ سَوادَهُ
بالأمس كنّا وحدنا
نصطاد حلما تحت سقف الدار
سطّرَ شوقُنا ميعادَهُ
أمي تُفتّحُ للصبّاحِ دروبنا
يدُها تُعد لنا الدعاءَ مع الطعامِ
ترشُ من ماء اليقين قلوبنا
ولنا بداخل صدرها ذكرٌ
نرتّل في المدى أورادهُ
بالأمس كنّا وحدنا
نختار من خلف الجدار جهاتنا
فالحلم ضاق به المكانُ
الأغنياتُ تكبّلت ألحانها
والموت أرسلَ في الرؤى أجنادَهُ
واليوم إنا وحدنا
تحت الركامِ
القصفُ يقتل حلمنا
النّسيان يفرش في التراب فناءنا
لكنّ أبواب السماء
استقبلت أسماءنا
فتشكلت أجسادُنا فوق السحاب
هناك لسنا وحدنا
فوق السحابِ
تقوم ثمة غزةٌ أخرى
بلا موتٍ
ولا حزنٍ
ولا خذلانْ
والحُلم أعلنَ في السما ميلادَهُ
ولوحدنا :
نبكي، نواسي بعضنا،
“اللّه أكبر” ..
كبرت خلف الشهيد دماؤنا
و على جدار الوقت سطرنا بأنا ههنا
عشنا ومتنا وحدنا!
ماذا ترين الآن يا بنت الندى
وقد انعتقتِ من الزمان الجاهليّ
ارتحت من خنقِ الحصارْ
إني أراكِ على كفوف الغيم تبتسمين للآتين خلفكِ:
لا تخافوا الموت
إن الموت في أرضي انتصارْ
وتقول ” مريم ” هل ترانا نلتقي
لو تنتهي هذي الحروبُ
أم اَنّ لقيانا خيالْ
يا صرخة الزيتونِ
يا وجعَ الحقيقةِ
كاشفاً سرّ السؤالْ
لابد هذي الحرب يوما تنتهي!
ونعيد للحلم الذي اصطدناه يوما
تحت سقف الدار شوقا
في المدى ميعادَهُ
..