د. طارق سحيم : سرطان الجهاز التنفسي وتليف الرئتين من الأمراض المهنية
كتبت وفاء عبد الغفار
هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان أثناء ممارسة مهنته، لاسيما الأمراض الصدرية جراء تعرض الشخص إلى بعض الأشياء الضارة في بيئة العمل مثل الأتربة والأدخنة، فضلا عن المواد الكيميائية التي تستخدم في بعض الصناعات، صرح بذلك الدكتور طارق سحيم مدير مستشفى الصدر بالسويس و استشاري الأمراض الصدرية وخبير العدوى التنفسية.
وقال الدكتور طارق سحيم ان الأمراض الرئوية المهنية هي حالات مرضية مهنية، أو مرتبطة بالعمل، تصيب الرئة، تسببها أو تفاقمها مواد يتعرض لها الفرد في بيئة العمل أو اثناء ممارسة عمله، حيث يوجد العديد من الأمراض الصدرية التي تنتج عن ممارسة المريض لمهنته خاصة تلك المهن التي يستنشق العامل خلال ممارستها الأدخنة والعوادم والغبار مما يصيبه بالعديد من الأمراض الصدرية الخطيرة.
ولفت الدكتور طارق سحيم ، إلى إن الفئات الأكثر عرضه للإصابة بهذه الأمراض هم عمال المناجم وعمال المصانع عمال مقصات الحجر، والمزارعين ومربي المواشي والعديد من الصناعات مثل الحدادين والنجارين، ومن يقوموا بحفر الأنفاق، وسنفرة المعادن بإستخدام الرمل وغيرها من المهن الأخرى.
وأشار الدكتور طارق سحيم أن الأمراض الرئوية المهنية تتمثل في مرض الربو وحساسية القصبات وتغبر الرئة والانسداد الرئوي المزمن وتليف الرئة والداء الرئوي وسرطان الرئة والإلتهاب الرئوي، وتغبر الرئة، لافتا إلي إن الأمراض التنفّسية المزمنة والاختلالات العضلية الهيكلية وفقدان السمع بسبب الضوضاء ومشاكل الجلد، تعد هي الأمراض المهنية الأكثر شيوعاً ورغم ذلك فإن ثلث البلدان فقط لديها برامج قائمة للتصدي لهذه القضايا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وشدد الدكتور طارق سحيم ، على أن أخطر أنواع تلك الأمراض المهنية هي التي تكون ناتجة عن تراكم مخلفات الفحم في الرئتين حيث تصل ذرات الغبار المحتوية على السيليكا الى الحويصلات الهوائية، تلتهمها خلايا معينة تسمى البلاعم السنخية، وتحملها الى الأنسجة الخلالية في الرئة، وقد تموت بعض هذه البلاعم وتتحلل، وينطلق منها مادة أو مواد تنشط الأرومات الليفية وتكوين الكولاجين، وتنشط البلاعم الأخرى لابتلاع غبار السيليكا، مما يؤدي الى موتها وتحللها ايضا والى مزيد من التليف، وهكذا تحدث حلقة مفرغة تزيد من حدوث التليف.
وأوضح الدكتور طارق سحيم الي انه يحدث في الصورة الكلاسيكية، تليف عقدي حيث تتكون في الرئة عقد من الكولاجين مستديرة الشكل يبلغ حجمها في البداية 2-4 مليمترات، وتكون رصاصية اللون صلبة القوام، واذا قطعت بالمشرط وجد انها تتكون من طبقات متراكزة، من الكولاجين مثل قشرة البصلة.
وتنمو هذه العقد تدريجيا ثم تلتحم مع بعضها، فتنتج عن ذلك عقد مكومة، ومساحات أكبر من التليف، وقد تضغط العقد على الاسناخ الهوائية كما قد يحدث تمدد في بعض الاسناخ مما يحدث مناطق من النفاخ الرئوي، وعادة ما تحدث عدوى بعصية التدرن مما يُحدث زيادة شديدة في التليف مع ظهور تكهف في الرئتين.
وأشار الدكتور طارق سحيم ، إلى أن الأمراض الرئوية المهنية تتمثل في تليف الرئتين وسرطان الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض الخطيرة، ومن مضاعفات هذا المرض السل (التدرن) الرئوي وهو أهم وأكثر المضاعفات حدوثا، و التهاب القصبات المزمن والنفاخ الرئوي، و مرضى القلب الرئوي، الناتج من فرط ضغط الدم في الشريان الرئوي.
ومن جانبه اكد الدكتور طارق سحيم الي إنه يمكن تشخيص الامراض الرئوية المهنية بعدة طرق اهمها الفحص الشعاعي حيث تظهر في الصورة الشعاعية للصدر عقد مستديرة تكون صغيرة الحجم في البداية ثم يزيد حجمها وتتصل ببعضها ثم تصبح في الحالات المتأخرة كبيرة الحجم، وقد تشغل فصًا كاملا من فصوص الرئة.
كما أوضح الدكتور طارق سحيم ، أن العاملين في مصانع الأسمنت والنسيج وغزل القطن معرضون أيضا للإصابة بالربو المهني، لذلك يجب المتابعة الدورية والكشف المبكر على العاملين والتأمين الاجتماعي والصحي لهم في الوطن العربي والعالم أجمع كونهم مواطنين يخدمون البشرية بأعمالهم الهامة.
أما عن أعراض تلك الأمراض المهنية، فأوضح الدكتور طارق سحيم ، أن أعراضها تتمثل في الكحة الجافة وتتطور بشكل تدريجي حتى تصبح أكثر شدة مع سرعة في التنفس ويحدث قصور في التنفس في المراحل الأخيرة من المرض.
ونصح الدكتور طارق سحيم.، بعمل اختبارات وظائف التنفس للعامل أثناء تواجده في العمل، وكذلك عمل اختبارات حساسية تجاه المواد التي يتعرض لها.
وحول العلاج من المرض المهني، أكد أنه لا يختلف كثيرا عن علاج الحساسية، والذي يعتمد على تجنب المهيجات قدر الإمكان، مع تناول موسعات للشعب وال بخاخات و الكورتيزون.
وفي نهاية حديثه شدد الدكتور طارق سحيم على ضرورة التوعية بالامراض الرئوية المهنية مع ضرورة اجراء الفحوصات بشكل مستمر للإطمئنان بشكل مستمر على العاملين.