الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
لم تكن ليلة مهرجان القاهرة السينمائي مجرد مناسبة فنية عابرة، بل كانت ليلة انفجر فيها الجدل كبركان، بعدما ظهر النجم وليد سامي بإطلالة صادمة جعلت الجمهور ينسى كل ما يُعرض داخل المهرجان ويركّز فقط في الإجابة عن سؤال واحد: ماذا يحدث في حياة وليد؟ ولماذا جاء ظهوره بهذه القوة… في الوقت الذي غابت فيه طليقته الفنانة إلهام عبد البديع التي لطالما كانت عنوانًا للثقة والحضور الراقي؟ لكن ما أعاد إشعال النار أكثر هو عودة الحديث عن معركة فارق السن بينهما، تلك المعركة التي حاول الثنائي دفنها مرارًا لكنها عادت الآن لتقف في قلب السوشيال ميديا كملف مفتوح لم يُغلق بعد.
فمنذ بداية علاقتهما، كان الجميع يعلم أن إلهام تكبر وليد بعدة سنوات، ورغم أن كليهما حاول التعامل مع الأمر باعتباره مجرد رقم، إلا أن هذا الفارق ظلّ محور نقاشات طويلة داخل الوسط الفني وبين الجمهور، خاصة بعد أن ظهرا أكثر من مرة وهما يواجهان الضغط بشجاعة. لكن ما لم يُقل علنًا ظهر اليوم على السطح: هل كان هذا الفارق هو الشرارة التي أضعفت العلاقة؟ وهل وليد، الذي بدا في المهرجان شابًا في أوجّ تألقه، قرر بالفعل أن يبدأ حياة جديدة بعيدًا عن تلك المعركة التي أنهكت علاقتهما؟
ظهور وليد في المهرجان حمل رسالة واضحة حتى لو لم ينطق بكلمة واحدة؛ فالنجم بدا وكأنه استسلم للحياة بطريقتها الجديدة، للحضور، للأنظار، وربما… لحب جديد قد يكون في الطريق، كما قال المتابعون في تعليقاتهم المشتعلة. فطريقة سيره، ثقته، نظراته، كلها تفاصيل جعلت الجمهور يتساءل: هل وليد وقع في الحب مرة أخرى؟ البعض ذهب لحدّ القول إن إطلالته كانت “إعلانًا صامتًا” بأنه خرج من معركة فارق السن منتصرًا، وقرر أن يبدأ من جديد دون أي قيود.
على الجانب الآخر، يأتي صمت إلهام عبد البديع كالعاصفة الهادئة التي تزيد الأمور غموضًا بدلًا من أن تُطفئها. فالنجمة التي دائمًا كانت تتحدث بثقة عن علاقتها، اختفت تمامًا، غابت عن المهرجان، لم تُصدر تعليقًا، لم تشارك صورة واحدة، وكأنها انسحبت إلى عالم خاص بها لا يدخل إليه أحد. وبينما يرى البعض أن صمتها قوة، يرى آخرون أنه وجع مكتوم، أو ربما احترام لخصوصية ما حدث بينهما، خصوصًا وأنها كانت الأكثر نضجًا في العلاقة نظرًا لفارق السن، وكانت دائمًا تحاول حماية التفاصيل من التدخلات.
الجمهور لم يترك المشهد يمرّ ببساطة، بل اشتعلت التعليقات التي تقول:
“هل وليد تهرّب من علاقة صعبة؟”
“ولا استسلم أخيرًا لحب جديد مناسب لسنّه؟”
“ولا إلهام هي اللي رفضت تكمل؟”
وفي الوقت الذي تطفو فيه التحليلات على السطح، تبقى الحقيقة الوحيدة أن الفارق العمري كان حاضرًا في العلاقة منذ البداية، وقد يكون هو النغمة التي لم يستطع أيّ منهما كتمها مهما حاول. والآن، ومع ظهور وليد الناري وغياب إلهام الصامت، أصبح المشهد أشبه بقصة عشق انتهت فجأة، لكن نهايتها تركت أسئلة أكثر بكثير من الإجابات، وأسئلة تتصدر محركات البحث: هل انتهت العلاقة لأنها تحدّت الزمن؟ أم لأن أحدهما لم يعد يريد القتال؟ وهل وليد بالفعل فتح قلبه لعلاقة جديدة؟
ورغم كل الجدل، يبقى الصمت سيد الموقف، ويبقى الثنائي—بوعي أو بدون—وقودًا لا ينتهي لحديث الجمهور والسوشيال ميديا، وسط تساؤلات لن تتوقف: هل معركة فارق السن انتصرت… أم أن قصة الحب لم تُكتب لها المعركة الأخيرة بعد؟

