المستشار طه حسين يكتب/ عايز فلوسي بلاش فضايح.
وسط عالما الجديد المليئ بالأقنعة الزيف وبعيدا عن علمي السياسي سفيرا لبعثة السلام بالأمم المتحده اردت توصيل رسالة اجتماعية.. فحواها.. الناتج عن تجارب..
إذا أردت قطع علاقتك بشخصٍ ما سلفه مالاً وأنا أضمن لك بأنه سوف يختفي من حياتك تماما.
في الواقع الحديث عن هذه الظاهرة مُتشعب ويعد بالفعل مشكلة حقيقية يعاني منها كل من أقرض أو سلّف شخصاً مبلغاً محدداً يفُك زنقته وبعدها وجد أن الطيور طارت بأرزاقها فلا المال المقترض عاد لصاحبه ولا الشخص المُتسلف عاد بعذر كنت ستقبله اي كان المبلغ لأن بينكم علاقة تجعلك تغفر!
والمشكلة الأدهى والأمر أن هناك نوعاً من البشر لا يخجل ولا يتردد من أن يتسول دائماً ويستغل طيبتك معه وشهامتك ويطلبك بإلحاح مساعدته بالمال وإقراضه مرة واثنين وثلاثة وعشرين دون خجل أو أي إحساس بأن فاتورته المُستحق سدادها لك قد ثقلت وهو لم يسدد ما عليه!
ويصبح الوضع أكثر إحراجاً إذا كان هذا الشخص قريباً أو صديقاً لك فتشعر بالخجل عند مطالبتك له بسداد الدين رغم أنه حقك ولكن حتى لا تفهم خطأ أو يتطور الأمر فيما بعد بينكما للمشاكل والقطيعة وهذا المؤكد.
لذا أقول لكل شخص مُتكل على الآخرين واعتاد أن يتسلف من الناس إذا تسلفت من شخص وأعطاك ما تيسر منه ليساعدك فاحمل له هذا الجميل ولا تنكر فضله عليك لأنه إنسان نبيل وشهم وعليك أن تحترم موقفه معك وتبادر بقضاء دينك له في أقرب وقت دون أن تستغله أو تجحده ولا ترد له ماله.
لكن إن كنت إنساناً تعود على الشحاذة من الناس ولم تتحمّل مسؤولياتك وتعمل من أجلها ومن أجل توفير مستلزماتك الحياتية فهذه مشكلة حقيقية فيك ولا تُعلق تصرفاتك هذه على شماعة الظروف لأنك لست وحدك من لديه ظروف وأولويات ومسؤوليات فالناس جميعاً لديهم التزامات ولكنهم ليسوا مُلزمين بك أو بغيرك على الإطلاق.
واتذكر مثل خليجي كان يتردد عندما كنت بدولة الكويت (لو تبي صاحبك دوم حاسبه كل يوم) والمثل السعودي يقول)(أتسلف وأزرع ولا تتسلف وتبلع) وأعتقد معناه واضح ولا يحتاج إلى أي شرح.
وعلى كل حال بعد كل هذه المحاضرة الطويلة في الأخلاق ترى الأخلاق تجارية و(الدنيا حَر)
ولا أنسى قبل أن أختم وبما أن (الحرنكش بالحرنكش يذكر)
تسلف مني صديق مبلغ وأنا لن أقول اسمه احتراماً لوالده الحاج متولي واحتراماً لوالدته الحاجه زينب واحتراماً لأخته الأستاذه رهام وأخوه المهندس حازم وسوف أكون أحسن منه وأراعي حق الصداقة والعشرة وأنسى واعتبرت أنه أخذ المبلغ وعمل به مشروعاً فاشلاً وسأكتفي بأن أقول له عايز فلوسي ياعباس لأني والله إنسان ما أحب الفضايح.
عايز فلوسي بلاش فضايح.