علم التفكير الإستدلالى
متابعة عادل شلبى
علم التفكير الإستدلالى
حازم خزام بالهيئة العامة للإستعلامات برئاسة الجمهورية
للفكر الإنسانى أنواع متعددة .. تعرف عليهم !
تشير مراجع التفكير إلى ان هناك أنماط وأنواع وأشكال متعددة من التفكير ومن تصنيفات أشكال التفكير إلى الأشكال الأولية
والأشكال المركبة او الأشكال السطحية والعميقة وقد تبين ان العلماء والباحثين يؤكدون على ان للتفكير أنواعا عديدة ،
لذا يجب عليهم التمييز بين كل نوع عن الآخر وهذه الخطوة ما هي إلا دليل الاهتمام بدراسته وفك رموزه .
سوف نستعرض بشكل موجز لبعض هذه الأنواع لإعطاء القارئ العزيز فكرة عنها
علم التفكير الإستدلالى
وهي كما يأتي :
•1- التفكير العلمي : Scientific Thinking
هو نشاط عقلي منظم قائم على العمل والبرهان والتجربة ويستخدمه الإنسان
في معالجة مواقف مجبرة واستقصاء المشكلات بمنهجية سليمة منظمة في نطاق مسلمات عقلية واقعية .
هو ذلك النوع من التفكير المنظم الممكن استخدامه في حياتنا اليومية من عمل او غيره او في العلاقات مع العالم المحيط
وهو مبني على مجموعة من المبادئ التي يطبقها الفرد وهو ينبثق من المعرفة ويتضمن المنطق وحل المشكلات والتفكير بأحداث الحياة اليومية بشكل منظم وتراكمي وهو تراكمي
وهو تفكير هادف يوصل الفرد الى الفهم وتفسير الظواهر المختلفة والتنبؤ بحدوثها .
علم التفكير الإستدلالى
أي بمعنى آخر هو عملية ذهنية تعتمد على العلم ونتائجه وعلى العقل والبرهان ويهدف الى فهم الظواهر وتفسيرها والتنبؤ بها
أيضا ويهدف الى حل المشكلات وتفسيرها ومعرفة أسبابها عن طريق تحليلها ويقوم على الملاحظة والاستقرار والاستنتاج
ويستطيع الكشف عن القوانين التي تتحكم في الظواهر المختلفة ويؤدي إلى ولادة معارف جديدة
2-التفكير الناقد Critical Thinking.
يعتبره البعض تفكيرا شاملا معقولا يعتمد على ما يعتقد به الفرد او يقوم بأدائه ويتضمن قابليات وقدرات
ويعتبره البعض استدلالا منطقيا وهو يعتمد على الدقة في ملاحظة الوقائع التي لها علاقات
بموضوعات معينة من اجل مناقشتها وتقويمها ومن ثم استخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة
والاعتماد على الموضوعية العلمية والابتعاد عن العوامل الذاتية كالأفكار السابقة والعاطفية ويعتبره
البعض بانه قرار مدروس بشكل جيد من الفرد لقبول او رفض موقف ما بحيادية تامة .
او هو اتخاذ القرار الجيد المدروس لرفض أو قبول أو تعليق الحكم على شيء ما
3- التفكير الإبداعي أو الأبتكاري Creative Thinking
هو مظهر سلوكي في نشاط الفرد يظهر من خلال تعامله مع أفراد المجتمع ويتسم بالحداثة وعدم النمطية او جمود الفكر مع انتاج يتصف بالجدة ونتكلم بالتفصيل عنها بعد قليل
هو عملية صب عدة عناصر يتم استدعاؤها في قالب جديد يحقق حاجة محددة أو التوصل الى نواتج أصيلة لم تكن معرفة سابقا.
يعني قدرة الإنسان على إبداع ما هو فريد من نوعه أو خارق للعادة الأمر الذي يدفع الإنسان الى ابتكار الجديد.
4-التفكير الخرافي (Superstitious Thinking).
: وهو ربط أفكار الفرد بروابط غير حقيقية فبعض الأفراد يصطنعون أحداث أسبابا لا تبدو مسببة او تحدث صدفة بطريقة عشوائية
حيث يقيمون بينها سببية تفتقر الى علاقة مفهومة وهو تطبيق وهمي لترابط المعني عن المشابهة والاتصال
يقوم على أمور غير عقلانية وهو يفسر الحوادث بتفسير ترتبط بحقائق واقعية ملموسة بل يعزوها الى أسباب فوق طبيعية وعلى أساس عقلاني غامض يعتمد الخيال غير القابل للتبرير على أساس عقلي .
ويقوم على نسبة او عزو الظواهر الطبيعية إلى أسباب ميتا فيزيقية او علل غير صحيحة
هو تفكير غير علمي لا يعتمد على التجربة والأدلة المنطقية بل يعتمد القصص الخيالية والأساطير وفيه ملجأ الفرد الى أسباب غير طبيعية
لتفسير او حل مشكلات طبيعية يعزونها الى علل غير صحيحة او غيبية لا يستطيع تحديدها او التحكم فيها .
5- التفكير الاستدلالي :
يقوم صاحبه على استنتاج صحة حكم معين من أحكام أخرى
يعتمد هذا الأسلوب على المنطق من حيث أن تطبيقه لقواعد عامة صحيحة في البرهنة على صحة القضايا الخاصة ،
فنظريات الهندسة تعتبر قواعد عامة صحيحة لأن صحتها تثبت بالبرهان ويعتبر كل تمرين قضية خاصة.
وعند استخدام التفكير الاستدلالي يجب ملاحظة أن كل خطوة من خطواته لابد وأن تستند إلى قاعدة صحيحة ، وأي خطوة ليس لها هذا السند لا تعتبر صحيحة
6-التفكير المنطقي: Logical Thinking:
يتضمن هذا النوع من التفكير عمليات ذهنية راقية يكون فيها الفرد حيوياً فاعلاً ويتطلب مخزوناً
معرفياً منظماً مدمجاً في بناء الفرد المعرفي كما يتطلب انتباهاً مستمراً لتحقيق الهدف، ويبدأ التفكير المنطقي بخبرات حسية ثم يتطور الى خبرات
متدنية التجريد ثم الى خبرات أكثر تجريداً ويسمى هذا النمط من التفكير بتفكير الصندوق الزجاجي .
ويحدث التفكير المنطقي عندما يواجه الفرد مشكلة ما لايجد لها حلا جاهزا أو أسلوب تجريبيا،
لانه يمارسه لمحاولة معرفة الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء وهو يقوم على أدلة وبراهين نظرية يوصف بأنه تفكير قصدي موجه ويتضمن بذل مجهود فكري كبير .
ويعد التفكير المنطقي النوع الأكثر تعقيداً من بين أنواع التفكير الأخرى إذ يجمع بين التفكير الذي هو عبارة عن نشاط ذهني يستخدمه الفرد
كلما جَدَّ لديه سؤال يتطلب إجابة أو مشكلة تحتاج إلى حل أو قرار يجب ان يتخذ، والمنطق (الذي يقصد به علم النفس الواضح)
ومن ثم فالتفكير المنطقي هو الذي يمارس عند محاولة تبين الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء ومحولة معرفة نتائج ما قد نقوم به من أعمال.
ولكنه أكثر من ذلك إذ يعني الحصول على أدلة تؤيد أو تثبت صحة وجهة نظر معينة أو تنفيها
ويؤكد كلوز ماير Klooz mayor على أن استخدام مفهوم التفكير المنطقي The logical Thinking
يرتبط بتطور التفكير الإجرائي المجرد أو الشكلي ويصبح الفرد قادراً على تطبيق القواعد المنطقية التي تقوده إلى الإبداع في مجالات مختلفة
أما سولسو 1988 Solso أشار إلى أن التفكير المنطقي يتضمن:
البحث عن الأسباب الكامنة و راء الأشياء و الأحداث.
دراسة نتائج الأعمال قبل أداءها من الفرد.
تحليل المقدمات و تفسيرها ثم توحيدها مع تخفيف الانسجام فيما بينها و اختبار الرموز أللفضية
لوصفها، ويعد التفكير المنطقي أحد أشكال التفكير العلمي السليم وله منهاج واحد في أي مادة من مادة العلم لا فرق
في ذلك بين علوم طبيعية وعلوم إنسانية فهو محكوم بقواعد وقوانين ومعايير خاصة.كما ان التفكير المنطقي يتأثر بالثقافة التي يعيش ضمنها الفرد
7- التفكير التأملي أو تفكير حل المشكلة
Reflective Thinking or Problem Solving
يعد التفكير التأملي أحد أنماط التفكير التي يلجأ إليها الفرد عندما يواجه موقف أو مشكلة تحتاج
إيجاد حل مناسب، إن هذا النوع من التفكير من العمليات العقلية العليا والتي تطرق إليها جون ديوي
في كتابه كيف نفكر منذ عام (1910) إذ أكد على أن نماذج التعليم التي تقدم للطلبة سوف تساعدهم
على تطوير طرائقهم الخاصة والتأمل عند النظر إلى العالم والقدرة على مواجهة أي موقف مفترض أو حل أية مشكلة تواجههم،
وقد استخدم جارلز هابارد (Charles Hubbard, 1920) مفهوم التفكير التأملي عندما ركز على حل المشكلات الاجتماعية،
وفي عام 1960 أكد كوردول وفيليب أن التفكير التأملي يجب أن يستخدم كأحد طرائق التعليم
8- التفكير الترابطي
وهو ربط صاحب هذا النوع من التفكير بين المثيرات والاستجابات
في المواقف المختلفة التي تواجهه ويأتي هذا النوع من التفكير نتيجة التكرار والمحاولة والتعلم .
9- التفكير الشامل
وهو تفكير موجه يتم فيه توجيه العمليات التفكيرية الى أهداف محددة ويعتمد على الاستنباط والاستقراء لكي يصل الفرد لحل مشكلته
10- التفكير ألاستبصاري
وهو نوع من التفكير يصل فيه الفرد الى حل فجأة وذلك من خلال قيامه
بالتفكير بالمشكلة بشكل جاد وإدراك العناصر فيها والعلاقات حتى تأتي مرحلة الاستبصار
11- التفكير عالي الرتبة :Higher Order Thinking
بأنه التفكير الغني بالمفاهيم والذي يتضمن تنظيما ذاتيا لعملية التفكير
ويسعى إلى الاستكشاف والتساؤل خلال البحث والدراسة او التعامل مع مواقف الحياة المختلفة
12- التفكير التسلطي
وهو تفكير يحكم على الفورية والتلقائية والنقد والإبداع بالإعدام وقد يرجع سبب تبنيه إلى أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة وهو تفكير مغلق
ويتمسك صاحبه بالأفكار المتطرفة التي يتصف بالجمود والثبات والميل الى القبول المطلق او الرفض المطلق مع مقارنة التغيير وعدم تحمل الغموض او الضغوط النفسية ويمتاز صاحبه بنظرة سطحية للحياة وعدم التشاؤم إزاء المعتقدات وهو معادي للتفكير العلمي ويسود هذا التفكير بين العسكريين كالقول (نفذ ثم
ناقش ) ما انه لا يساعد على التكيف لأنه يخلق الخوف في نفوسهم ويقتل الثقة بالنفس والجرأة والمبادرة .
13- التفكير المساير او التوفيقي
ويتصف صاحبه بالمرونة وعدم الجمود والقدرة على استيعاب ويظهر صاحبه تقبلا لأفكار الآخرين ويغير من أفكاره ليجد طريقا وسيطا يجمع بين طريقته في المعالجة وأسلوب الآخرين فيها وهو يفق الفجوات الذهنية بين الأفراد في القرارات لحل مشكلة ما ويميل إلى ربط أفكار الفرد بأفكار الآخرين الأمر الذي يساعد الفرد على التخلص من الصعوبات التي يواجهها وتبني سياسة الأخذ والعطاء في كل موقف .
14- التفكير التصوري
يعتمد صاحبه على استخدام وسائط رمزية للتفاعل مع العالم الخارجي من اجل تكوين المفاهيم ويرتبط بقدرة الفرد على التفكير المجرد .
15- التفكير ما وراء المعرفي : Meta Cognitive Thinking
ويعد هذا النمط من التفكير من أعلى مستويات التفكير حيث يتطلب من الفرد ان يمارس عمليات التخطيط والمراقبة والتقويم لتفكيره بصورة مستمرة كما يعد من أنماط التفكير الذاتي المتطور والذي يتعلق بمراقبة الفرد لذاته وكيفية استخدامه لتفكيره أي انه التفكير في التفكير .
حازم خزام بالهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الجمهورية
علم التفكير الإستدلالى