الدكروري يكتب عن واجبات الأولياء والآباء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فإن ولاية الله لعباده على وجهين حيث قال الله تعالى ” أفمن هو قائم علي كل نفس بما كسبت” وهنا معنى دقيق جدا كالطبيب تماما وقد زار مريضا، وقرأ التحليل للمريض فوجد الضغط لدية مرتفع جدا فأعطى أمرا بإيقاف الملح فورا من الطعام، وهنا نعلم بأن القضاء حكم والقدر علاج، وأحيانا يكون الضغط منخفض جدا فيعطي الطبيب أمرا بإضافة ملح زائد إلى الطعام، لأن الملح يحبس السوائل، والضغط يتوازن، أي موضوع القضاء والقدر شيء مبسط، وواضح، والقضاء حكم والقدر معالجة، أو مثلا أن يرى الإنسان شاردا تائها ضالا، يُقدم له الله عز وجل مصيبة ترده إليه سبحانه، فالإنسان مقبل، يقدم له عطاء يكرمه به.
فالقضاء والقدر الله عز وجل نظر إليك، حكم عليك بحالة، فهيأ لك علاجا لهذه الحالة، إما تأديبا أو تكريما، فهذا هو القضاء والقدر، وإن من واجبات الأولياء والآباء هو أن يقوم الأب بالإنفاق عليهم لأنه يقع على عاتقه حماية الأبناء من الجوع والعطش، وتوفير لهم المسكن وجميع مُقومات الحياة الأساسية من أجل العيش بسلام وحب، وكما يجب على الأباء توجيه الأبناء إلى الطرق السليمة التي يراها الأب ناجحة وسليمة وآمنة، فدور الأب هنا دور المُرشد والمُربي لأبنائه، فيجب على الأب أن يكون صديقا لابنه، حتى يستطيع التقرب منه، وتوجيهه للصواب، والطريق الصحيح، على الأب أن يكون حريصا على تأديب الابن بسبل متطورة دون استخدام العنف في أي وقت من الأوقات مهما كانت أخطاؤه.
ضمن المعقول، وعدم اللجوء إلى الضرب إلا في حالات ضيقة وكذلك العدل بين الأبناء في العطف والحنان والمحبة، وعدم التمييز بينهم، فإن هذا أدعى لاحترامهم لوالديهم وطاعتهم لهما، ومما ينبغي كذلك على المسلم لأطفاله في سن الطفولة أن يلاعبهم، والملاعبة سنة، ومن قال إنها ضياع للوقت فهو مخالف، بل هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر من اشتغل بأمور الأمة، وحوادث العالم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك كان يقبّل الأطفال، وكان يجلس في مجامع الناس فيأتي الحسن وهو صغير فيفتح يديه صلى الله عليه وسلم، ويضحك ويخرج لسانه للحسن فيأتي الحسن مسرعا حتى يرمي بنفسه على النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك صح عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وغيره.
أنه صلى الله عليه وسلم، قام يخطب الناس على المنبر فلما انتصف في الخطبة جاء الحسن وعمره ما يقارب خمس سنوات، وعنده ثوب طويل مسبل وهو طفل لم يبلغ التكليف، فكان يعثر في ثوبه في المسجد بين الصفوف، يقوم إذا عثر ثم يمشي قليلا ثم يعثر على وجهه فانشغل صلى الله عليه وسلم، به عن الخطبة، فترك الخطبة ونزل واحتضنه وقبله وحمله على كتفيه حتى صعد به على المنبر ثم وضعه في جانبه، ثم التفت إلى طفله الحسن وقال “إن ابني هذا سيد، أي إنه بطل من السادات، إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين تقتتلان من المسلمين”.