فضيحة التلون: حين تفضح الانتخابات أقنعة المصلحة الشخصية
بقلمي ✏️ / وفاء عبدالغفار
لأكلون على كل الموائد والراقصون على كل المسارح”: هكذا وصف الشارع السياسي أولئك الذين يتقنون فن التلون والتقلب حسب المصالح الشخصية. في كل انتخابات، تظهر هذه الوجوه التي تختفي خلف أقنعة الزيف، لكن صناديق الاقتراع دائمًا ما تكشف حقيقتهم.
هؤلاء المتلونون لا يملكون مبدأً ثابتًا ولا عقيدة راسخة، بل هم كالحرباء، يتغيرون حسب الظروف والمنافع. تراهم في حملة مرشح ما يرفعون شعارات براقة، ثم يتحولون في اليوم التالي لدعم خصمه بحجة “المصلحة العامة”! لكن الحقيقة أن مصلحتهم الخاصة هي المحرك الوحيد لهم.
المثير للدهشة هو قدرتهم على التمثيل حتى بعد سقوط أقنعتهم. فور إعلان النتائج، نجدهم في مقدمة صفوف المهنئين للفائز، وكأنهم كانوا جنوده الخفية. يذرفون دموع الفرح المصطنعة، بينما لا تزال منشوراتهم القديمة التي تهاجم نفس الشخص معلقة على صفحاتهم!
لماذا يفعلون ذلك؟ لأنهم يعتمدون استراتيجية واضحة: توزيع الرهانات، التبرير بذكاء، والتواجد دائمًا في الصورة. لا يهمهم من يحكم، بل الأهم أن يكونوا بجانب من يحكم.
لكن في النهاية، يبقى السؤال: هل تنطلي حيلتهم على أحد؟ الحقيقة أنهم قد يخدعون البعض لفترة، لكنهم في النهاية يخسرون الأهم: المصداقية. فمن خان العهد مع خصمه بالأمس، سيخونه غدًا عند أول فرصة.
الانتخابات ليست مجرد اختيار ممثلين، بل هي مرآة تكشف الوجوه الحقيقية. ويبقى “الأكلون على كل الموائد” مجرد عابرين في تاريخ المواقف، لا تذكرهم الشعوب إلا كأمثلة على ضياع المبدأ.
فضيحة التلون: حين تفضح الانتخابات أقنعة المصلحة الشخصية


