قراءة عابرة في نص ( أحاديث الفراق ) للشاعرة المصرية / روشان صفا
================================
رؤية تأملية للأديب / فاروق الحضري
=====================
( النص )
أحاديثُ الفِراق
======
شعر / روشان صفا / مصر
=======
تَدُورُ أحاديثُ الفِراقِ
والاشتياقِ
في أروقةِ القصائدِ
بينَ نساءِ القوافي
وبُحُورِ الرِّجالِ
حيثُ لا وَزْنَ للغَرامِ
بلْ خائناتُ الأعيُنِ
وكَذِبُ الكَلامِ
تُلْقَى علَى مَسامِعِكَ وتَمُرُّ
ولا يَدُقُّ قلبُكَ الأصمُّ كالصَّنَم
يتساءلونَ و لا أُجِيبُ
وكيفَ لي أنْ أُجِيبَ
عنْ ذاكَ الشوقِ المُتَجَذِّرِ
في سماءِ الفِراقِ
في رحيقِ الياسمينِ العتيقِ
في طنينِ الكلماتِ الباكياتِ
بينَ الجَوْزِ وقِشْرَتِه
في الطريقِ المُظلمِ إلَّا مِنْ خافتِ الأضواءِ
هُناكَ في الوادي البعيدِ
كانَ الفِراقُ والوعيدُ
بالغِيابِ والبحثِ عن الجديدِ
وجاءَ الجديدُ باردًا كالجليدِ
لم يكنْ حاضرًا،
بلْ طيفَ خيالٍ عابرٍ في سماءِ ليلٍ مُعْتِمٍ
ثمَّ كانَ الفجرُ مُبْهِرًا.
=========
( الرؤية )
======
عندما يشعر الأديب بالمعاناة يحقق مراد الإبداع و الشاعرة تعايشت بصدق مع ما انتجته من إبداع وأظهرت لنا سعة ثقافة وعمق فهم جعلتها تستهل قصيدتها بجذب انتباه المتلقي بأسلوب خبري حيث الخطاب للمستمعين كأنها تحاورهم بهدوء وكأنهم أمامها يحسنون الإنصات والتلقي تأمل معي:
تدور أحاديث الفراق
والاشتياق
في أروقة القصائد
بين نساء القوافي
وبحور الرجال
حيث لاوزن للغرام
بل خائنات الأعين
وكذب الكلام
و هنا تجد نفسك تمر علي شاطيء من شواطي المتعة مزدانا بالورود والزهور ، وقداستطاعت الشاعرة أن تضع الألفاظ المناسبة في مكانها المناسب الطبيعي بوضوح لا غموض فيه ولا تعقيد حتى كأنك تجد نفسك في موقف قصصي يشدك ويأخذك إلى عالم جديد يسمو ويحلق بك عاليا عاليا بأسلوب رائع ..
بلْ طيفَ خيالٍ عابرٍ
في سماءِ ليل مُعْتِمٍ
ثمَّ كانَ الفجرُ مُبْهِرًا.
و نحن قد نبحث عن حلول للفراق و نستخدم كل الطرق المشروعة لذلك لكن مع تصلب الرأي والعناد والتشدد يخيب مسعانا و يصبح هشيما تزروه الرياح ، و قد وفقت الشاعرة بأسلوب رائع وبصور تعبيرية جميلة سهلت على القاريء فهم المراد من النص ومن هذه الصور : ” طنين الكلمات ‘ سماء الفراق” .. وهنا المفردات التي كونت لك تركيبا رائعا وصورة كلية تحققت فيها معالم الصوت والضوء والحركة ” الضوء ‘ الخافت ‘ المظلم ” حيث رسمت الشاعرة لوحة فنية تجعلك تنبهر واقفا أمامها
فقد حققت القصيدة المراد منها الإفهام بأثر الفراق ، و المتعة للقاريء .. فشكرا للمبدعة وهنيئا للقاريء ، والحق أقول أنك كلما تقرأ النص مرة بعد مرة تزداد فهما وإمتاعا