قصة بداية نسيج شبكة العنكبوت
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرع الشرائع وأحكم الأحكام وما جعل علينا في الدين من حرج، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قامت على وحدانيته البراهين والحجج، و أشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، هو المفدى القلوب والمنهج، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق اعدل منهج، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إعلم أخي الكريم أن لذة الدنيا زائلة ولا تستمر، فلا تدمر نفسك اخوانك وأهلك استخدامك السيء لهذه الشبكة العنكبوتية، وحذر كل من يستخدمها ذلك الإستخدام السيء بسوء العاقبة مغبة النتيجة والفشل بكل أنواعه، فيا أخي الحبيب هل يليق بك أن تستخدم نعم الله تعالي في معصيته ومحاربته ؟ وهل يليق بك أن تكتفي من هذه التقنية بكل ماهو سيئ، بينما غيرك من غير المسلمين.
يستغل تلك الشبكة في كل ما يوصلهم إلى مراكز الصداقة والريادة لهذا العالم ؟ ألا فاتق الله أخي الحبيب وأسأل نفسك ماذا أعددت قدومك على ربك ؟ وما هو زادك الذي تزودته في سفرك إلى الله والدار الآخرة ؟ فيقبل الناس على ربهم الحسنات والأعمال الصالحة وتقدم أنت بالأغاني والأفلام ومطالعة الصور العارية عبر هذه الشبكة ؟ فهل هذا هو نصيبك من الدنيا ؟ وهل هذه هي بضاعتك الآخرة ؟ فأين أنت من قول الله تعالى “يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة” وإليك أخي الحبيب يا مستخدم الشبكة العنكبوتية الإنترنت إليك أهدي هذه الرسالة في كلمات يسيرة، وموعظة قصيرة أذكرها لك في عدة وقفات، في الوقفة الأولى ما هي الإنترنت؟ وكيف نشأت؟ فتقول المصادر أنه في بداية شهر سبتمبر عام ألف وتسعمائة وتسع وستون ميلادي.
أمكن إمتداد المعلومات بين جهازي حاسب آلي بينهما بضعة أمتار في كاليفورنيا عن طريق الهاتف، يدشن ذلك ولادة هذه الشبكة نسيج العنكبوت وكانت قد نشأت كفكرة في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية في جزء من برنامج حظر الهجوم والذي يرمي إلى بناء شبكة لا يوجد لها مركز تصلح الاستخدامات العسكرية، وقد قفز عدد الذين ارتباطا بهذه الشبكة وتطور أمرها تطورا سريعا حتى بلغ عددهم مائة وثمانون مليون مستخدم مرتبطين عن طريق خمسة وثلاثين مليون جهاز حاسب آلي في العالم، فيما إعتبره بعض الناس أهم إختراع في القرن العشرين، وأما عن الوقفة الثانية فهي تقول بأن الإنترنت من أشراط الساعة الصغرى، حيث قال الله تعالى ” والله خلقكم وما تعملون ” وكما قال سبحانه وتعالي ” علم الإنسان ما لم يعلم ”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتقارب الأسواق يقارب الزمان” وفي رواية “ويقترب الزمان ويكثر الهرج، قيل وما الهرج، قال القتل” رواه الإمام أحمد، وقال الشيخ بن باز رحمه الله في تعليقه على تقارب الزمان المذكور في الحديث يفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب إختراع الطائرات والسيارة والإذاعة وما إلى ذلك والله أعلم، فيا أخي الكريم اعلم أنه لو طبقت ما في هذا الحديث من تقارب الزمان وتقارب الأسواق لوجدته مطابقا لما في الإنترنت خصوصا إذا علمنا أن بعض المواقع تحوي ثلاثمائة ألف سلعة تستطيع أن تطلع عليها جميعا بمجرد كتابة عنوان ذلك الموقع والإتصال عليه، وهذا دليل على قرب قيام الساعة وحدوث أغلب أشراط الساعة الصغرى.
قصة بداية نسيج شبكة العنكبوت

