ادب وثقافة

قصة قصيرة الكوفية و القضية

جريدة موطني

قصة قصيرة
الكوفية و القضية


كان خالد الابن الوحيد لعم يوسف الموظف الصغير في احد مكاتب البريد الذي وجد الفرصة سانحه للسفر الي العراق للعمل هناك لتحسين وضع الأسرة المادي. ترك عم خالد اسرته و حمل حقيبته في رحله عمل طويله و خالد في المرحلة الابتدائية مما حمل خالد مسئوليه نفسه و امه منذ الصغر وكانت علامات الرجولة المبكرة قد بدت علي خالد فكان يقوم بكل مشاوير الأسرة منذ الصغر و هذا ما جعله مميز منذ صغره مجتهدا في دراسته و مشارك في كل انشطه المدرسة بداية من اختياره كرائد للفصل و قائد الشرطة المدرسية و الخطيب المفوه للإذاعة المدرسية و كابتن فريق المدرسة في كره القدم و استمرت خصال القيادة تلازم خالد طوال فتره دراسته حتي التحق بالجامعة و من العام الاول للدراسة الجامعية قرر ان يرشح نفسه كرئيس لاتحاد الطلبة رغم سيطرة الجماعات المحظورة علي كل النشاطات و لكن بشخصيته المتفردة و نشاطه الملحوظ علي جميع الأصعدة كان نجاحه المدوي في تلك الانتخابات مفاجأة للجميع خاصه انه حديث العهد بالحياة الجامعية و حاولت الجماعات المحظورة مراودته علي الالتحاق بها او التعاون معها و استغلال شعبيته و تأثيره في خدمه اهدافها الا انه رفض التعاون معها او الالتحاق بها رغم كل المغريات و التهديدات تاره اخري
عاد والده من السفر و بدا في نصح ابنه بعدم الانخراط في المظاهرات او اي نشاط سياسي والا تتأثر دراسته بنشاطه الاجتماعي و الثقافي خاصه ان دراسة كليه الصيدلة صعبه و تحتاج الي انتظام و تركيز
ظل الاب ينصح والده و يحذره من الكلام في السياسة او الانخراط في اي حزب معارض او مؤيد او الاشتراك في مظاهرات او المسيرات وان يقتصر نشاطه علي انشطه اتحاد الطلبة الاجتماعي و الثقافي.
وعد خالد والده بعدم الاشتراك في مظاهرات او مسيرات.
مرت الايام وفي صباح احد الايام و خالد يجلس في مدرجه سمع اصوات هتافات خارجه من مظاهرات صاخبه أنضم اليها حشود كبيرة و متنوعه من طلبه الجامعة من جميع الاطياف و الاحزاب تندد بالاعتداء علي غزه . ترك الجميع المدرجات و انخرط الطلبة و الأساتذة في الحشود تندد بالغزو و ارتفعت الاعلام وتعالت الهتافات
هزرع كل الأرض مقاومه
هزرع كل الارض بذور
كون البادئ.. كن البادئ
كل فروع الحق بنادق
غير الدم محدش صادق

في تلك اللحظة نسي خالد وعده لوالده و انخرط في المظاهرة
حمله زملائه علي الاعناق و حمل العلم و خرجت المظاهرة من باب الجامعة تشق طرق المدينة و ينضم إليها من في الشارع من سيدات والرجال و شيوخ واطفال
لمح خالد في وسط الزحام والده و هو يرتدي الكوفية ويهتف بكل قوة للقدس و الأقصى
طلب خالد ان ينزل من علي الاعناق و ذهب ليسير بجوار والده
تمت
م محمود عبد الفضيل /مصر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار