أنا ابنُ الليلِ
بقلم مصطفى سبته
فيـا رَبُّ بالخِـلِّ الحبـيـبِ نبيِّـنـا
رَسـولِـكَ وهــوَالسـيِّـدُالمـتواضـعُ
أنِلْنـا مـعَ الأحبابِ رؤيـتـكَ الَّـتـي
إليـهـا ٌقلوبُ الأولـيــاءِ تـســارعُ
فبَابُـكَ مَقـصُـودٌ وفَضْـلُـكَ زَائِــدٌ
وجُـودُكَ مَوْجـودٌوعَـفـوُكَ وَاسِــعُ
أنا ابنُ الليلِ مُلتاعُ الحَنَايا
متى أذرفْ دموعي تعرِفوني
يراني الناسُ بسّامَ الثنايا
وتستهويهمُ مني لحوني
وكمْ عندي بقلبي مِن خفايا
أداريها وتفضحُها عيوني
ومهمَا حاصرتْ قلبي الرزايا
وأَسلَمَني الأحبةُ للشجُونِ
فلي أملٌ بخلاقِ البرايا
وما خابت به يوماً ظنوني
صاحبٍ في شِغافِ الروحِ مازَجَني
أبكي ودمعيَ من عينيهِ أسكُبُهُ
ما سرتُ في فَلَواتِ التِّيهِ منفرِداً
إلا وأدرَكَني بالحُبِّ موكِبُهُ
أنارَ بالصدقِ قلبي فاهتدَى وهدَى
كما أنارَ ظلامَ الليلِ كوكَبُهُ
حولي كثيرونَ تُغريني مَشارِبُهُمْ
وكانَ بينَهمُ المعسولَ مَشرَبُهُ
كأسُ المَحَبَّةِ مِن كَفَّيْهِ أَعرِفُهُ
ما زالَ مذ كانَ يَسقيني وأشرَبُهُ
وغيرُهُ كم سَقاني كأسَ أُلْفَتِهِ
تَمَلُّقاً وهْوَ صِلُّ القلبِ عَقْرَبُهُ
ظَهْرُ المُرُوءةِ مَهْمَا لانَ مَلْمَسُهُ
صَعْبٌ عَلَى غَيْرِ حُرِّ الطَّبْعِ مَرْكَبُهُ
قولو لهـا إنِّـي مُقيـمٌ علـى الهَـوَى
وإنِّـي لِسُلـطـانِ المحـبَّـةِ طـائــعُ
وقولو لها يا قُـرَّةَ العيـنِ هـلْ إلـى
لِـقـاكَ سبـيـلٌ ليـسَ فـيـهِ مـوانـعُ
ولـي عندهـاذَنْـبٌ برؤيـةِ غيـرهـا
فهـلْ لي إلى روحي المليحةِ شافعُ
سَلا هلْ سَلا قلبي هَواها وهـلْ لـهُ
سِـواهـاإذااشـتدَّتْ علـيـهِ الوقـائـعُ
فيـا آل طه أنا ضيفـكـمْ ونزيلـكـمْ
بحيِّكـمُ يا أكــرمَ الـعُـرْبِ ضــارعُ
لـقـدْعرَفَتـنـي بـالـوَلا وعرَفتُـهـا
ولـي ولهـافـي النَّشأتـيـنِ مَطـالِـعُ
وإنِّـي مُـذ شاهَـدْتُ فـي جَمالـهـا،
بِـلَـوْعَـةِ أشْـواقِ المَـحَـبَّـةِ وَالِــعُ
وفي حضرةِالمحبوبِ سرِّي وسرُّها
مـعـاً ومَعانـيـهـاعلـيـنـا لـوامِــعُ
وكـلُّ مَقـامٍ فـي هواهـا سلَكـتُـهُ
وماقطَعَتني فيه عنـها القَواطِعُ
إذامـابَدَتْ روحي فكلِّي أعْـيُـنٌ
وإنْ هـيَ ناجتني فكلِّي مَـسامِعُ
و مِسكُ حديثي في هَواها لأهلِـهِ
يَضوعُ وفي سَمـعِ الخليِّينَ ضائعُ
تجافتْ جُنوبي في الهوى عنْ مضاجعي
ألاأنْ جفتني في هَواهـا المضاجعُ
ونـادَيْـتُ لـمَّـاأنْ تـبـدَّى جَمالُـهـا
لعَمْـرُكَ يــاجَـمَّـالُ قلـبـيَ قاطـعُ
فسيرواعلى سَيري فإنِّي ضعيفُكـمْ
وراحِلَتي بـينَ الـرَّواحـلِ ضالِـعُ
ومِـلْ بـي إليهـايـا دليـلُ فإنَّنـي
ذليـلٌ لهـافـي تِيهِ عِشقـيَ واقِـعُ
لَعَلّـيَ مِـنْ روحي أفــوزُ بنـظـرةٍ
لهـافــي فـؤادِ المُسْتهامِ مـواقـعُ
وأنجـو بهـا يـومَ الــوُرودِ فإنَّـهـا
لقائِلِـها حِـرْزٌ مـنَ الـنَّـارِ مـانــعُ
هـيَ العُـرْوَةُ الوُثْقَى بهـافتَمَسَّكي
وحَسْبـي بهـاأنِّي إلــى اللهِ راجعُ
فيـا رَبُّ بالخِـلِّ الحبـيـبِ نبيِّـنـا
رَسـولِـكَ وهــوَالسـيِّـدُالمـتواضـعُ