عبثُ الحروف .
وقَفَ الكلامُ على جسورِ مَحابري
كشفَ النِّقاب َ أرادَ نثرَ مخادِري .
وعلى رفوفِ الأُحجياتِ تراكمَت ْ
كتُبُ الغرامِ وما احَتَوتهُ خواطِري .
فهنا نبيذُ الحرفِ يعصِرُ خمرَةً
ملأتْ خزائِنَها قِرابَ معاصِري .
وهنا الشَّواطئُ قد تجاوَزَ مدُّها
موجاً يُخدِّرُ من غُثاهُ عَواذِري .
سمِعَتهُ قادِمة ً يئِنُّ بموجِه ِ
ويقولُ يا هذا ترَكت ُ حرائِري .
فهنا لفظتُ على ضِفافيَ حُلَّتي
ورميتُ في جوفِ الفؤاد جواهِري .
ترسو هنا لِيجيءَ طالبُ جودِها
ويَغوصُ في عُمُقي برغمِ مخاطِري .
وكذا رجوتُكَ تستَعيضُ معارفي
وكما صحوتَ غفوت َبينَ محاجِري .
وهنا تركتُ على جناحِيَ ريشةً
وسقيتُها من جودِ صنفِ ِ محابري .
أَنسيتَ حرفيَ كي تُكابِرَ كلَّما
وقفَ المتَيَّم ُ يستَعيرُ مصادِري .
أنسيتَ يا هذا تذكّر معجَماً
جَمعوا عُلوماً من رُكامِ منابِري .
وكذا العقولُ تخيَّرت من أحرُفي
وعلى سطورِ العشق ِ وصلةُ جابرِ .
وحكايةً وَردَتْ تجامِلنا معاً
هيَ نفسها عَبرت تُعيدُ نوادري .
شعر مهدي خليل البزال .
ديوان الملائكة.
عبث الحروف .
البحر الكامل .
16/8/2023.