- قلوب تحجرت ووجع يسير على قدمين.
بقلم : أحمد طه عبد الشافي.
مؤلم أن يعيش المساكين بيننا وكأنهم هواء نراهم ولا نراهم نسمعهم ولا نسمعهم نتركهم يذوبون في هوامش الحياة بلا يد تمسك بهم ولا قلب يشعر بهم أقسى ما في الفقر ليس الجوع بل أن تنسى.
حياه ارتفعت فيها الصراعات تراجعت المسافات بين البشر لكن القلوب ابتعدت أصبح كثيرون يمشون بيننا بملامح بشرية لكن داخلهم صخور صماء فقدت حرارة الرحمة وتحولت إلى قلوب متحجرة لا تشعر بضعيف ولا تلتفت لمكسور ولا تبالي بمن يسقط خلف صفوف الازدحام الإنساني
نرى الفقراء يمشون على الأرض بخطوات منهكة يجرون خلفهم أثقال الظروف ويخفون في عيونهم حكايات الهزيمة التي لا يراها إلا من امتلك قلبا يعقل قبل أن يحكم
هؤلاء الذين يبتلعهم صمت الشوارع الحزينة وتخونهم الأبواب المغلقة وتخذلهم الأيام كلما حاولوا الوقوف من جديد ورغم كل هذا يصر البعض على تجاهلهم وكأن الفقر طفل غير مرئي
وكأن الضعفاء مجرد ظلال تمر وتنتهي بلا حق في الالتفات بلا حق في الرحمة بلا حق في أن يقال لهم لم ننسكم إن خيبة الأمل التي يتلقاها الإنسان الضعيف حين يهمل أو ينسى أشد من الفقر نفسه فالجرح الذي يتركه الإهمال في الروح لا يداويه خبز ولا يغسله مال لا يضمده إلا قلب يشعر ويد تمتد وصوت يقول له أنت لست وحدك
لقد سقطت أقنعة كثيرة وبقي المهمشون هم الشاهد الوحيد على حقيقة البشر هناك من يملك القليل لكنه يعطي الكثير وهناك من يملك الكثير لكنه لا يمنح حتى التفاتة.
وختاما. إن الإنسانية لا تقاس بما نملك بل بما نتركه في نفوس الآخرين وكل قلب قاس يمر فوق آلام الفقراء دون أن يهتز هو قلب خاسر مهما بدا قويا فالقوة ليست في القسوة بل في الرحمة.
