كارثة ،،الكشري القاتل ،، في المنوفية..
بقلم: رضوان شبيب
محرر صحفي
وجبة فاسدة تسقط 7 طالبات وتكشف غياب الرقابة!
في واقعة صادمة هزت محافظة المنوفية، أصيبت 7 طالبات من مدرسة الشهيد الشوربجي الثانوية المشتركة بقرية الحامول – مركز منوف بحالات تسمم غذائي خطيرة، عقب تناولهم وجبة كشري من أحد المحال الشهيرة بالقرية، تبين لاحقًا أنه يستخدم مكونات منتهية الصلاحية.
تحركت الأجهزة الأمنية والطبية على الفور، وتم نقل الطالبات إلى المستشفى المركزي لتلقي العلاج اللازم، حيث أكدت الفحوص الطبية أن سبب التسمم يعود لتناول وجبات ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وبناء على توجيهات محافظ المنوفية و وكيلة وزارة الصحة، شكلت لجنة من الطب الوقائي ومجلس المدينة، أسفرت تحقيقاتها عن اكتشاف مخالفات جسيمة داخل المحل من بينها غياب التراخيص وتداول أغذية فاسدة، ليتم غلق و تشميع المحل بالشمع الأحمر وإحالة الواقعة للتحقيق.
و أعلنت مديرية الصحة أن جميع الحالات خرجت من المستشفى بعد استقرار حالتهم، مؤكدة استمرار حملات التفتيش المفاجئة على محال الأغذية والمطاعم في نطاق المحافظة.
ما جرى في الحامول ليس مجرد حادث تسمم، بل جرس إنذار جديد يحذر من تهاون بعض أصحاب المحال في أبسط حقوق الإنسان: حقه في طعام آمن.
حين يتحول طبق الكشري، رمز البهجة الشعبية، إلى أداة تسمم جماعي، فلابد أن نعيد النظر في منظومة الرقابة الغذائية من أساسها.
هؤلاء التجار الذين يتربحون من بيع الفساد الغذائي، لا يقل خطرهم عن أي مجرم يحمل سلاحا؛ لأنهم يعبثون بصحة الناس في صمت.
المطلوب ليس مجرد إغلاق محل، بل محاسبة صارمة ورقابة مستمرة، وتوسيع نطاق التفتيش ليشمل القرى والمناطق البعيدة التي تغيب عنها المتابعة.
صحة أبنائنا ليست مجالا للمساومة، وكل من يتهاون في رقابتها يجب أن يحاسب بلا تردد.
فـ حياة الإنسان أغلى من أي ربح.. والضمير هو الرخصة الحقيقية لكل بائع طعام.
كارثة ،،الكشري القاتل ،، في المنوفية..