لا تقلّل من قيمة نفسك
✍️ بقلم: فايل المطاعني
> “من يستهين بنفسه، يفتح الباب لغيره كي يستهين به… فكن أنت أول من يمنح ذاتك قيمتها.”
قيمة نفسك ليست بيد الآخرين
من أخطر ما يمكن أن يقع فيه الإنسان أن يُقزِّم ذاته أمام أعين الآخرين، أو أن يسمح لصوتهم أن يُطفئ صوته الداخلي. إنّك حين تقلّل من قيمة نفسك، فإنك تسلّم مفاتيح حياتك لغيرك، وتترك لهم فرصة ليرسموا ملامحك كما يشاؤون، بينما حقيقتك أعمق بكثير مما يرونه أو يحكمون به.
الحياة ميدان اختبار
الحياة ليست ساحةً لقياس الأرقام أو للمقارنات العقيمة، بل هي ميدان اختبارٍ لمدى إيمانك بذاتك، وقدرتك على أن تنهض بعد العثرات. كلّ تجربة تمرّ بها، سواء كانت ألمًا أو فرحًا، هي جزء من صياغتك، وهي التي تجعلك مختلفًا ومتفردًا. فلا تُبخس نفسك حقّها، ولا تتجاهل قيمة ما عشته وتعلّمته.
مشروع ممتدّ نحو المستقبل
لا تقلّل من قيمة نفسك… فأنت لست مجرّد ماضٍ يُقيّدك، ولا حاضرٍ يستهلكك، بل أنت مشروع ممتدّ نحو المستقبل. كلّ لحظة تصنع فيها إنجازًا، ولو بدا صغيرًا، تُضيف إلى رصيدك الحقيقي. والقيمة الحقيقية ليست في تصفيق الآخرين أو اعترافهم، بل في إحساسك الداخلي أنك تسير على الطريق الصحيح، وأنك تُضيف للحياة معنى جديدًا.
ما لا يعرفه الآخرون عنك
هناك من سيحاول دائمًا أن يضعك في خانة النقص، أن يقيسك بمقياسه الضيّق، أو أن يُحبطك بكلمة عابرة. لكن تذكّر أنّهم لا يرون الصورة كاملة؛ لا يعرفون كم مررت من انكسارات وكم نهضت من جديد، ولا يدركون أن ما تعتبره أنت جرحًا هو في الحقيقة وسام بقاء وصمود.
بصمتك لا تتكرر
ثق أنّك أثمن من أن تُقارن بغيرك، وأنك أكبر من أن تُقاس بمعايير سطحية. أنت كيان مستقلّ، روحك تحمل بصمة لا تتكرر، وأحلامك وُلدت لتُصنع على يديك لا على أيدي سواك.
كن كما أرادك الله
لا تجعل الدنيا تُقنعك بأنك أقلّ مما أنت عليه، ولا تسمح للآخرين أن يحدّدوا وزنك الحقيقي. اسعَ إلى أن تكون أنت، كما أرادك الله أن تكون: قويًّا، واثقًا، مؤمنًا بقيمتك ورسالتك.
رسالتك الحقيقية
إنّ أعظم قيمة يملكها الإنسان هي إيمانه بنفسه، وثقته بأن الله أوجده لحكمة، ومنحه ما يكفي ليترك أثرًا. فلتكن خطواتك شاهدةً عليك، وأحلامك دليلاً لك، وإصرارك جناحين يحلقان بك عاليًا فوق كلّ كلمة انتقاص.
الخاتمة
وتذكّر دائمًا: نفسك أمانة بين يديك، فاصنع بها مجدك، ولا ترضَ أن تُطفئها كلمات الآخرين. أنت لست صفحة عابرة في كتاب الحياة، بل فصلٌ كامل يستحق أن يُقرأ بتمعّن. اجعل حضورك ذا معنى، وغيابك بصمة، واسمك صدىً طيبًا في القلوب.
لا تقلّل من قيمة نفسك
✍️ بقلم: فايل المطاعني