لماذا خلقنا الله
بقلم د. همت مصطفى
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وسائر المخلوقات بحكمة عظيمة وغاية نبيلة.
فلا شيء في هذا الكون خُلق عبثًا أو بلا هدف، كما
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
“أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ” (المؤمنون: 115).
ما هى الغاية من الخلق؟!
خلق الله الإنسان لغاية عظيمة وهي عبادة الله وحده.
فقد قال سبحانه وتعالى:
“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” (الذاريات: 56). العبادة هنا تشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فليست العبادة مقتصرة على الصلاة والصيام فقط، بل تمتد لتشمل كل عمل يقصد به وجه الله ويؤدى وفق شرعه.
الابتلاء والاختبار
من حكم الله في خلق الإنسان أنه جعله في دار ابتلاء واختبار، حيث يُمتحن بإرادته وعقله ليختار بين الخير والشر، وبين الإيمان والكفر. قال تعالى:
“الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”
(الملك: 2). فالإنسان مُخير ومسؤول عن أعماله، وسيحاسب على ما قدم في الدنيا يوم القيامة.
إعمار الأرض
من الغايات الأخرى التي خلق الله الإنسان لأجلها، إعمار الأرض ونشر الخير والعدل فيها.
فقد قال سبحانه: “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا” (هود: 61). فالاستخلاف في الأرض يعني تحمل الأمانة والقيام بما يرضي الله في شؤون الحياة كافة.
التفكر في عظمة الخالق
من خلال خلق الإنسان وما حوله من السماوات والأرض، يدعو الله الإنسان للتفكر في عظمة خالقه وقدرته.
قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ”
(آل عمران: 190).
السعي لنيل رضا الله
الغاية النهائية من خلق الإنسان هي الوصول إلى رضا الله ودخول الجنة، وهو ما يتحقق بالإيمان والعمل الصالح. قال تعالى:
“فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”
(الكهف: 110)
خلقنا الله بحكمة وغاية عظيمة تتمثل في عبادته واختبارنا واستخلافنا في الأرض.
وهذا يدعونا للتأمل في حياتنا وأهدافنا، وأن نسعى للعيش بما يرضي الله، لأن الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء.
فمن أدرك الغاية من وجوده وعمل وفقها، فاز برضا الله وجنته، ومن غفل عنها خسر في الدنيا والآخرة.
لماذا خلقنا الله