ليبيا.تشكيل حكومة جديدة وقوانين الانتخابات بعد خروج المشرى.
متابعة/ أيمن بحر
يرصد محللان سياسيان ليبيان ما وراء هذه النتيجة المفاجئة وتداعياتها على مصير خريطة الطريق التى يوافق عليها مجلس الدولة مع مجلس النواب بشأن تشكيل حكومة جديدة وقوانين الانتخابات بعد خروج المشرى.
في الجولة الأولى حصل المشرى على 49 صوتا وتكالة على 39 صوتا من بين 129 صوتا، فيما حصلت المرشحة نعيمة الحامى على 4 أصوات والمرشح ناجي مختار على 36 صوتا وصوت عضوان بورقتين فارغتين ثم فى الجولة الثانية صوت 67 عضوا لتكالة مقابل 62 صوتا للمشرى.ويجرى انتخاب مكتب رئاسة مجلس الدولة مرة كل عام ويتكون المكتب من رئيس، ونائب أول يمثل جنوب البلاد ونائب ثانى يمثل الشرق فيما يكون الرئيس ومقرّر المجلس من الغرب وفق اللائحة الداخلية لمجلس الدولة.
وتتكون ليبيا إداريا من 3 مناطق أو أقاليم هى طرابلس غربا وبرقة شرقا وفزان جنوبا.
محمد مفتاح محمد تكالة من مواليد 1966.
حاصل على دكتوراه فى هندسة شبكات الحاسوب من الجامعة التقنية فى بودابست فى هنغاريا وعمل كمهندس صيانة حاسوب فى مصنع لبدة للأسمنت فى 1986.
خاض العمل الأكاديمى بداية من معيد حتى عميد لكلية الهندسة جامعة المرقب.
بدأ مشواره السياسى فى أكتوبر 2011 عقب الاحتجاجات الواسعة التي أسقطت نظام حكم الزعيم الليبى معمر القذافى فى ذات السنة بعمله كعضو للمجلس المحلي بمدينة الخمس ثم فى عام 2012 أصبح عضوا في المؤتمر الوطنى العام الذى حكم البلاد آنذاك.
فى عام 2016 أخذ عضوية مجلس الدولة وهو هيئة استشارية وأصبح أحد أعضاء لجنة الحوار به كما كان عضوا فى ملتقى الحوار الوطنى الليبى المشكل عام 2020 بغرض وضع خريطة طريق للخروج من أزمة الانقسام السياسى فى البلاد.
ترددت أنباء حول حصول تكالة على دعم أطراف مقربة من رئيس الحكومة منقضية الولاية عبد الحميد الدبيبة كى يفوز أمام المشرى الذى أخذ موقفا مؤيدا لتشكيل حكومة موحدة جديدة الأمر الذى يرفضه الدبيبة وفق ما تحدثت به المصدر .ووجه المشرى انتقادات صريحة للدبيبة الفترة الماضية كما توافق مع مجلس النواب فيما يتعلق بخارطة الطريق التي تفضي إلى انتخابات فى الوقت الذى أعلن الدبيبة فى اجتماع حكومته الأخير عدم قبوله بتشكيل حكومة جديدة أو مرحلة انتقالية جديدة قبيل إجراء الانتخابات.ويرفض الدبيبة تسليم السلطة منذ فبراير عام 2022 وهو التاريخ الذى انتخب فيه مجلس النواب حكومة جديدة يرأسها فتحى باشأغا ويشترط الدبيبة إجراء الانتخابات أولا فيما يواجه اتهامات بأنه يسعى لإفشال أى خطوة تفضي للانتخابات.لكن الأمر لا يعنى نجاح مخطط الدبيبة بشكل كامل كما يشير وكيل وزارة الخارجية الأسبق حسن الصغير.
ويُرجع ذلك إلى أن الأمر مرهون بمدى قدرة تكالة على التراجع عن الخطوات التى اتخذها المشرى بخصوص الموافقة على تشكيل حكومة جديدة والتوافق مع مجلس النواب حول خارطة الطريق للانتخابات.
كما أن فوز تكالة جاء بفارق خمسة أصوات فقط ما يعنى أن كتلة كبيرة ما زالت مع المشرى وضد توجهات الدبيبة.ورغم ذلك تمثل خسارة المشرى مفاجئة كبيرة بكل المقاييس بتعبير الباحث السياسى محمد قشوط.
وفى رأيه فإن هذه الخسارة من أسبابها الدعم الذى يحصل عليه الدبيبة من تيارات الإسلام السياسى على رأسها مفتى تنظيم الإخوان الإرهابى فى ليبيا، صادق الغريانى الذين نجحوا فى الإطاحة بالمشرى وتياره.
وكان المشرى حاول أن يتأقلم مع المتغيرات المحلية والإقليمية مثل تقارب وجهات النظر بين حكومتى مصر وتركيا فى حين أن الدبيبة يركز مساعه فى إفشال أى توافق بين مجلسي النواب والدولة وفق قشوط.