متابعة أمينه ربيع عبدالله
انهار والدُ التلميذ المقتول على يد زميله بـ«الصاروخ» في الإسماعيلية أثناء تشييع جثمان فلذة كبده، في مشهدٍ أبكى كل من حضره.
صر،.خةُ أبٍ مفجوعٍ وهو يحتضن نعشَ ابنه الصغير، غير مصدق أن من كان يوقظه بالأمس للمدرسة، عاد اليوم في ك،فنٍ أبيض.
يردد كلماتِ الوجع في ذهنه كأي أبٍ فقد قلبه النابض.
كان مشهدُ الد،.فن مأ،.ساويًا بكل تفاصيله…
وأبٌ مكسورُ الظهر لا يقوى على الوقوف، ورفاقُ دراسة مذهولون لا يدركون كيف تحولت لعبة ط،.فولية إلى جر،.يمةٍ أنهت حياة صديقهم.
رحل الط،.فل، لكن كسرة والده عند القبر ستبقى شاهدًا على قهرٍ لا يضاهيه قهر، ووجعٍ لا يشفى مهما مرّ الزمان.
جر،.يمةٌ ب،.شعة نفّذها مراهقٌ لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره في واقعةٍ هزّت محافظةَ الإسماعيلية؛ إذ استدرج زميله إلى شقته مستغلًا غياب أسرته، ثم قت،.له بد،.مٍ بارد، قبل أن يُحضر منشارًا كهربائيًا يخص والده النجار، ويُقطّ،.ع جث، مان زميله إلى أشلا،.ء، متأثرًا بمشاهد عن،.فٍ شاهدها في أحد المسلسلات.
مشهدٌ واحد، وخيالٌ منفلت، وفراغٌ أسري… خيوطٌ اجتمعت لتنسج مأساةً أنجبت قا،.تلًا مراهقًا ومجتمعًا مكلومًا.
الوجع لم يكن في الفقد فقط، بل في بشاعة الحكاية التي قلبت الإسماعيلية رأسًا على عقب.
خيالٌ مريض، وغيابُ رقابة، ومشهدٌ دراميٌ واحد كان كفيلًا بأن يحوّل ط، فلًا إلى قا،.تلٍ بد، مٍ بارد.
هكذا كُتبت تفاصيل الكا،.رثة التي كسرت قلبَ أبٍ، وأحر،.قت قلبَ أمٍ، وجعلت مدينةً بأكملها حزينه علي صغير: رحل ضحيةَ البراءة، وقا، تل اخر ضاع في ظلام الجر،.يمة.
ويبقى عند القبر قهرُ الأب المنكسر شاهدًا على مأ،.ساةٍ لن تُمحى، ووجعٍ لن يُشفى مهما مرّ الزمان.