الرئيسيةمقالاتمتى تؤثر فينا خطبة الجمعة؟
مقالات

متى تؤثر فينا خطبة الجمعة؟

مصطفى التوني يكتب
متى تؤثر فينا خطبة الجمعة؟

يبحث كثيرون من المقصرين أمثالي _ يوم الجمعة_ عن خطيب يتكلم في موضوع يستطيع أن يغير من حاله؛ أو تكون كلمات موضوعه سببًا في العودة إلى رحاب الله ؛نعم فكم من كلمة أو قصة أو آية أو حديث غير أناس من حال إلى حال ألم تكن موعظة تتخللها آية سببًا في هداية إبراهيم بن أدهم حينما سمع مناديا يقول : يا إبراهيم: ما هذا العبث؟ ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ﴾ اتق الله، عليك بالزاد ليوم الفاقة؛ فنزل عن دابته، ورفض الدنيا وأخذ في عمل الآخرة.

الشاهد أنه ومع كثرة المتحدثين في أمور الدين سواء في البرامج أو غيرهم فلا يزال لخطيب الجمعة هيبته وقدرته على التأثير في المصلين إذا أحسن اختيار موضوعاته وتعلم كيفية طرحها واستخراج الدروس المستفادة منها حتى وإن حددت وزارة الأوقاف موضوع الخطبة، لكن ما يحدث اليوم؛ يصعد الخطيب المنبر ليس لديه موضوع محدد يتحدث فيه ومن يدعي أن لديه موضوع لا يحدد له عناصر يتحدث عنها، والبعض يبدأ بالحمد والصلاة على النبي ثم يذكر آيات التقوى ليجذب انتباهك ثم يقول موضوعنا اليوم عن كذا وحينما تبدأ في التركيز تجده يقول كلامًا لا علاقة له بالموضوع الذي أعلن أنه موضوع الخطبة، فلماذا لا يصحح خطباء الجمعة النية لله في اختيار موضوعاتهم على أن تكون سبباً لهداية أحد فيكون أجره خيراً من حُـمْـرِ الـنَّعَـمِ “؟ لماذا تحول الخطيب إلى موظف يأتي ليلقي خطبة الجمعة ثم يوقع في دفتر المسجد ؟ليتقاضى أجره فقط .

هذا بخلاف أخطاء غير عادية في اللغة وسند الأحاديث !

في اعتقادي أن ما يحدث من تدني مستوى خطباء الجمعة أو بعضهم يرجع إلى أمرين ؛ الأول خلل في الأسس التي تختار عليها وزارة الأوقاف خطباءها من غير خريجي الأزهر،والثاني تدني مرتبات أئمة الأوقاف في ظل غلاء المعيشة وتأثيره على كافة طبقات الشعب ، ولعل وزير الأوقاف كان قد صرح بأن بعض الأئمة يعملون في مهن أخرى لا تليق بهم ليستطيعوا كفاية ذويهم ؛ فكيف يتفرغ الأمام للدراسة وتحسين مستواه الدعوي وهو مشغول في كيفية تحقيق حياة كريمة لأهله ؟!!

لذلك على وزارة الاوقاف ان تسعى جاهدة لتحسين المستوى المادي لأئمة المساجد ؛حتى يتمكنوا من أداء دورهم الدعوي على أكمل وجه، وأن تضع ضوابط ومعايير أقوى من المعمول بها في اختيار الخطباء ؛ ووضع المكافآت التي يكون من شأنها ضبط أداء هؤلاء الخطباء٠ ونصيحتي لكل من يبحث عن عمل إضافي ليزود به دخله؛ ابتعد عن الخطابة مادمت لست أهلا لها ، ودع المنابر لرجالها الذين يجيدون فن الدعوة فيحولون خطبة الجمعة من نص أصم إلى عالم يسبح فيه المستمع؛ يتفكر في آيات الله ويفهم سنة رسوله ؛ فقد يكتب الله لأحدهم الهداية من موعظة يقولها الخطيب.

وقبل ذلك كله يجب على الدعاة إلى الله أن يصححوا النية وتكون خالصة لله وهدفها هداية الناس إلى طريق الله حتى يوفقه الله في ذلك، فإن الداعي إلى الله يملك نوعا من أنواع الهداية إذا أخلص النية لله ألا وهي هداية الدلالة؛ أما هداية التوفيق فمن عند الله تاتي إذا صدق الداعي إلى الله في نيته.

واللافت للنظر أنك تجد أهل الدعوة من البسطاء الذين لم يحصل أغلبهم على مؤهلات حين يتحرك أحدهم للدعوة إلى الله يعقد نية الهداية قبل ان يتكلم فيكتب الله له القبول دون أية فلسفة في الكلام أو ترتيب فهو فقد يملك نية صادقة وهو ما يفتقده أغلب رواد المنابر الذين يؤدون عملهم مقابل ما يتقاضون من أموال.

إن أكثر الدعاة تأثيرا في الناس هم خطباء الجمعة ،فلا تضيعوا هذا الفضل من الله عليكم واخلصوا النية لله وتخيروا موضوعاتكم فلعل كلمة تصحبها نية صادقة تكون سببًا في هداية عاصٍ ورجوع مقصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *