مجموعة فاجنر الروسية
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة على فهمى
تردد، بقوة، في الآونة الأخير، اسم مجموعة فاجنر الروسية، خاصة بعدما أحكمت القوات الروسية حصارها على مدينة باخموت الأوكرانية. تعرف مجموعة فاجنر بأنها منظمة روسية، شبه عسكرية، ويصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة، أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري.
انخرطت المجموعة في العديد من مناطق الصراعات العسكرية في العالم، مثل مشاركتها بجانب الحكومة السورية، خلال الحرب الأهلية، بين عامي 2014 و2015، ثم في إقليم دونباس بأوكرانيا، لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات دونتستيك ولوهانسك، حتى إعلانهما الحكم الذاتي، أما في ليبيا، فوفقاً لبيانات صحيفة صن البريطانية، فإن مجموعة فاجنر أنشأت قاعدتين عسكريتين روسيتين في بني غازي وطبرق، شرق ليبيا.
ومع اشتداد أعمال القتال الروسية في أوكرانيا، لعبت مجموعة فاجنر دور كبير في دعم القوات الروسية، خاصة في القتال بالمدن، اعتماداً على خبرتها في القيام بعمليات خاصة، والتسلل خلف خطوط العدو، وهو ما يجعلها، اليوم، تقاتل بشراسة، لإسقاط مدينة باخموت الأوكرانية.
يرأس تلك المجموعة يفيني بريغيوجين، أحد المقربين وأصحاب الصلات الوثيقة بالرئيس الروسي بوتين، وطبقاً للتقارير الغربية فإنه رغم تمتع المجموعة بالاستقلالية، إلا أنها تتبع وزارة الدفاع الروسية، والمخابرات الروسية KJP، حيث تستخدمها روسيا في النزاعات الدولية، التي لا ترغب في المشاركة بها بقواتها النظامية، ومنها الصراعات في أفريقيا. وبناءً عليه فإن ميزانية المجموعة تصدر من وزارة الدفاع الروسية، كما يتم تدريب أفرادها في منشآت وزارة الدفاع الروسية.
تعتمد مجموعة فاجنر على تجنيد أفرادها، من الشباب الروسي، حتى أنه قد ظهرت، لأول مرة، إعلانات في ميادين موسكو، تدعو الشباب للانضمام للمجموعة، كما تعتمد على ضم المسجونين المحكوم عليهم بالإعدام أو السجن المؤبد، للاشتراك في العمليات القتالية، على أن يحصلوا على الإفراج بعد انقضاء خمسة أشهر على انتهاء العملية القتالية، أي كان زمنها. وقد أعلنت مؤسسة فاجنر، في الأسبوع الماضي، قيامها بتجنيد 30 ألف روسي، لاستخدامهم في مختلف الأنشطة القتالية؛ سواء في أوكرانيا، أو أي مناطق صراع أخرى في العالم.
وتعتبر مجموعة فاجنر، حالياً، أهم الأدوات في يد النظام الروسي، وخاصة الرئيس بوتين، لاستخدامها في دعم القوى الموالية لروسيا، في مناطق خارجية، دون الحاجة للتواجد العسكري الروسي في تلك المناطق الساخنة من العالم، مثلما تم استخدامها في أفريقيا الوسطى، وموزمبيق، ومدغشقر، كدعم من روسيا إلى أنظمة هذه الدول. وستكشف الأيام القادمة عن بعض من العمليات التي تتولاها مجموعة فاجنر لصالح النظام الروسي.