الدكتور هاني رشدي ….محمية وادي الحيتان وجبل قطراني تعد أكبر منجم للحفريات الفقارية بالعالم
الفيوم: سيد الشريف
تعد محافظة الفيوم من محافظات مصر التي تتوفر فيها مقومات السياحة، وتتميز بموقع جغرافي فريد، حيث تقع على الهامش الشرقي لصحراء مصر الغربية، بالإضافة إلى شكلها المندمج، ومساحتها الكبيرة، وسطحها المتنوع، ومناخها المناسب للنشاط السياحي، فضلًا عن توافر العنصر البشري الكبير، كما تضم الفيوم عدداً من المزارات السياحية والمناطق الأثرية التي تنتمي إلى عصور تاريخية بعيدة.
انطلاقًا من دور الدولة من خلال مؤسساتها التعليمية والإعلامية، ودور الهيئة العامة للاستعلامات خلال تبني استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030، محور السياحة الداخلية، في رفع الوعي السياحي والأثري لكافة فئات المجتمع وخاصة الشباب، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية وتعميق روح الولاء والانتماء للهوية المصرية بما يضمن مشاركة المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق السياحية والأثرية في عملية التنمية المستدامة والحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي، قام مركز إعلام الفيوم بالتعاون مع كلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم بتنظيم ندوة بعنوان “السياحة في الفيوم الفرص والتحديات”، تحت رعاية الأستاذ الدكتور أشرف عبد المعبود عميد الكلية، وحاضر الندوة الدكتور هاني محمد رشدي الأستاذ المساعد بقسم الإرشاد السياحي بالكلية.
استهل الندوة بالحديث عن محافظة الفيوم، باعتبارها تتمتع بطبيعة فريدة تجمع بين المساحات الخضراء والمناطق الصحراوية والبحيرات العذبة، كما ينتشر بها العديد من الطيور المهاجرة والحيوانات البرية، بالإضافة إلى قربها من مدينة القاهرة مما يؤهلها لتكون ذات مكانة سياحية متميزة، بجانب ما تشتهر به المحافظة من مقومات أخرى مثل المنتجات الحرفية التقليدية والتراثية والمهن اليدوية وصناعة الفخار والخزف.
وأشار أن الفيوم تتميز بالسياحة الريفية والتي تسهم الاستفادة من المقومات البيئية التي تشتهر بها العديد من القرى، فيما يتعلق بجمال الطبيعة والخضرة والهدوء والنمط المعيشي للسكان والبعد عن الازدحام والضوضاء، كما تساهم في تنشيط الحركة السياحية وزيادة عدد الرحلات داخليا وخارجيا، من خلال تقديم نوعية جديدة من المنتج السياحي لم تكن متوفرة من قبل، بالإضافة إلى توليد فرص عمل جديدة، رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع المحلى، نظرا للارتباط الشديد بين نوعية السياحة الريفية والمجتمع المحلى.
وأوضح أن الطبيعة الساحرة لبعض القرى في محافظة الفيوم، مثل قرية تونس ساهمت في جعلها مركزا لتجمع الفنانين والموسيقيين والأدباء والرسامين من جنسيات مختلفة وبعضهم اهتم ببناء منازلهم على طراز حسن فتحي في عمارة الفقراء، إلا أن هناك منازل أخرى بناها أصحابها على الطراز الإيطالي والسويسري حيث نقلوا إلى القرية جانبا كبيرا من معالم الريف الأوروبي.
وأضاف أن قرية تونس أيضا تضم أول متحف للكاريكاتير فى الشرق الأوسط أنشأه الفنان محمد عبلة ليكون قبلة للفنانين من كل مكان فى العالم، المتحف يضم مجموعة نادرة من الرسوم الكاريكاتورية لصلاح جاهين ورخا وصاروخان وحجازي وغيرهم.
وتحدث عن محمية وادى الريان والتي تعد من المحميات الطبيعية التي تتميز ببيئتها الصحراوية المتكاملة، وتنوعها البيولوجي الغنى والفريد اذا انها تضم اكثر من 16 نوعاً من النباتات الصحراوية، و15 نوعاً من الحيوانات البرية أهمها الغزال المصري والفنك وثعلب الرمال والثعلب الأحمر والذئب المصري، واكثر من 16 نوعاً من الزواحف، إضافة الى ما يزيد على 100 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة.
وأوضح أن منطقة محمية وادي الحيتان وجبل قطراني تعد أكبر منجم للحفريات الفقارية بالعالم، مشيراً إلى أنه تم استخراج أكثر من 130 نوع من الحفريات، بداية من الأسماك وصولاً إلى القرد المصري وهو أول كائن يحمل صفات بشرية في المملكة الحيوانية.
وأشار أن مصر بصدد تنفيذ أول مشروع للاستثمار البيئي في مجال المحميات الطبيعية، وهو مشروع “ملاذ آمن للحياة البرية” في محمية وادي الريان، لإعادة توطين أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض لحمايتها وعمل نظام بيئي لها يساعدها على التعايش بطريقة آمنة ومحمية
واختتم الندوة بالحديث عن أهم التحديات التي تواجه السياحة بالفيوم منها عدم تناسق وتكامل الخطط الموضوعة على المستوى المحلى أو المجتمعي مع الوزارات المعنية بشأن كيفية استغلال المقومات الأثرية والطبيعية والبشرية والريفية، ضعف الاستثمارات الموجهة للتنمية السياحة الريفية، قصور المواد الدعائية والنشرات السياحية والمساحات الإعلامية عن المعالم السياحية الريفية بالمحافظة.