المقالات

معادلة القدر

جريدة موطنى

معادلة القدر

بقلم

ياسمين مجدى

ليه يكون واحد إختباره فى الدنيا الصبر على الإبتلاء وواحد تانى إختباره يكون الشكر على النعمة؟ فين العدل هنا؟؟

الحرمان والإبتلاءات والمرض كلها أمور يصعب على الإنسان تحملها فى حين أن الشكر على النعمة دى حاجة سهلة خالص وكلها رفاهية بصراحة، لو سألت أى حد فقير هيقولك أنا لو عندى فلوس كتير هفضل أحمد ربنا ليل نهار ولو سألت حد غنى استحالة يتمنى يكون فقير ويصبر على الفقر!

فضلت فترة كبيرة مش مقتنعة بالموضوع ده وشايفاه غير عادل, ولكنى إكتشفت إنى بقارن غلط وعلشان نقارن صح لازم نفهم حاجة مهمة أوى.

شكر الإنسان على الرفاهية أو الثراء مثلا مش معناه الكلام بس… لأ طبعا معناه الفعل كمان وهى الصدقات ربنا بيقول والذين في أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ للسائل والمحروم .. والحقيقة مسألة التصدق دى ضد طبيعة الإنسان المحب لنفسه ولذاته والبخل عنده أقرب بكتير جدا من العطاء.

غير كده كمان بعد فترة مش بعيدة أوى الإنسان يبدأ يتعود على الرفاهية وبيحس وقتها إن ده الطبيعى وهو مش فى نعمة كبيرة ولا حاجة ويدور عل نعم أكتر فيبدأ حتى ينسى يحمد ربنا علي النعم.

وبعد فترة أطول الإنسان بيبدأ ينسب الفضل لنفسه ولذكائه ولمهاراته مش كرم ورحمة من ربنا ومع أول أزمة بسيطة يبدأ الإنسان مرحلة الحزن والإكتئاب وينسى تماماً إنه غارق فى زحام من النعم.

ربنا لما عدد نعمه على النبي داود زى الطير والرياح والحديد وتسخير الجن قال فى أخر الآية اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ 

يعنى مهما أنعم الله على الإنسان قليل جدًا هو اللى فعلًا بيشكر ربنا على النعم والسمة الأكبر هى الجحود والنكران. 

أخيرا العطاء والحرمان النعمة والنقمة كلها ابتلاءات من الخالق يصعب على العقل البشرى فهم حكمتها ولا يبقى غير التسليم المطلق لله ولأمر الله والإيمان بالخير فى كل

الأمور خيرها وشرها.

معادلة القدر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار