بلد المتناقضات
بقلمي / الدكتور خالد حامد
……………….
جاءت الصفقة التي أعلنت عنها الحكومة مع شركة طلعت مصطفى ؛ وذلك قبل أن تستلم الحكومة الجديدة مهام عملها بأربع وعشرون ساعة قامت بتخصيص ثلاثة وعشرون مليون متر مربع من الساحل الشمالي في سيدي عبد الرحمن علي بعد حوالي ثماني عشر دقيقة من مطار العالمين في أجمل بلاجات الدنيا لتثير الشكوك والتساؤلات ؛ وخصوصا أن الأرض ملك لكل المصريين وليست أرض ملكية خاصة حتي يتم التصرف فيها بهذا الشكل بعيدا عن مناقشة البرلمان المصري الذي يمثل الشعب ؛ ولماذا لم تقوم الحكومة المصرية بطرح مناقصة بين الشركات المختلفة التي تعمل في مجال التسويق العقاري والمجتمعات العمرانية ؛ وماذا بعد أن قامت الحكومة بتغيير القانون الخاص بتخصيص الأراضي ؛ وبعد أن إستفادت نفس الشركة من مشروعات العاصمة الإدارية ؛ وبعد حصلت علي ملكية الفنادق التاريخية وغيرها .. فما حجم الأراضي التي تضع يدها عليها وكيف تم تسهيل الحصول علي هذه الأراضي الشاسعة في أجمل المناطق السياحية في مصر .
وتشير المصادر أن وزير المالية الجديد أحمد كوجك عضوا في مجلس إدارة شركة طلعت مصطفى ؛ وبالطبع مصلحة الضرائب تتبع وزارة المالية .. فهل تقوم هذه الشركة بتسديد الضرائب بإنتظام .
أن البلد التي يتم قطع الكهرباء عن أهلها بالساعات ؛ ويعيش الغالبية العظمى من شعبها تحت خط الفقر لا يجد قوت يومه بمعني الكلمة ؛ ويأكلون من صناديق القمامة ؛ ولا يجدون سرير لمريض في مستشفى ؛ ولا يجد المرضي العلاج اللازم ؛ ويسكنون مع الأموات في القبور ؛ ونري في نفس الوقت المنتجعات السياحية والفنادق الفخمة تملأ الشاشات وهذهوالإعلانات المستفزة ؛ وإنفاق ملايين الدولارات في إحضار الممثل العالمي سلفستر إستالوني للإعلان عن أحد المنتجعات التي يملكها .
الا تستحق أن يطلق عليها بلد المتناقضات .
بقلمي / الدكتور خالد حامد
