مكر دروب التاريخ
مكر دروب التاريخ
عبدالسلام اضريف
مكر دروب التاريخ
اي صَفح بعد الذي نعلم
كم للتاريخ من سبل ماكرة ، ودروب قارة
ومنافذ تهزا بالامال الهامسة
وتقودنا من الغرور الذي قد يملؤنا ، تفكر الان
يعطي التاريخ حين نذهل عن الاشياء
او يعطي حين يعطي بفوضى ناعمة
حتى ليبدد العطاء ما كانت اليه النفس تتوق
يعطي متاخرا ما لم نعد نؤمن به
او نؤمن به في الذاكرة
وحدها ،او ما راجعته العاطفة
او يعطي سريعا لايدٍ واهية
ما يمكن لو تاملنا ، التخلي عنه …
حتى يُشيع الرفض الخوف
تفكر …
لا الخوف ولا الشجاعة ينقذاننا …
ت.س ايليوت
( الارض الخراب )
ترجمة ( حسن اوريد )
فمن هو الفيلسوف ، الناقد والشاعر ( توماس ستيرنز إليوت ) ت ، س ، إليوت ، المزداد ( بمدينة سانت لويس في ولاية ميسوري ( 1888 – 1965 ) إنجليزي من أصل أمريكي ، ودرس الأدب الفرنسي والفلسفة في جامعة السوربون ، كما درس الفلسفة الإغريقية ، وفي بداية العقد الثاني من القرن العشرين ، نشر قصيدته الرايعة “الأرض الخراب”، هذه اللوحة الشعرية التي شهد لها النقاد كونها من اجل اعماله ، كونها تُعبِّر عن خيبة أمل جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى ، فضلا عن انهياره الروحي، وانكساره المادي ، حيت استطاع بقوة مخياله ان يهندس من خلال أبياته الشعرية تُصوِّير العالَم كانه كابوس يحتضنه الموت والخوف والضياع .
ولقد اثرت تنزيل ذلك الشعور على واقع عالمنا العربي .
ما اشبه العالم العربي اليوم – حين نتامل اوضاعه الداخلية المنتكسة اعلامها اِنسانيا ،حضاريا تنمويا وسلوكيا – بمجريات تاريخية شهدتها صفحات زمن ولٌَى ، وليس ببعيد عن اعتاب ما يجري على خشبة مسرح الحياة المصنوعة من امال واحلام واهية ، نصنعها على امل تحويلها اِن اجلا ام عاجلا الى حقيقة او لهدف معين ، لكن لم نحسن قط هندسة هذا المخيال ، فكانت التحربة وبالا وانكسارا ،فضلا عن كونها خسارة ، ترتب عنها انهيار سلوكي واجتماعي ونُكوص حضاري أفرغ المعنى العميق للحياة كما هَندس لذلك هُندوسوا العالم العربي في اطار اِجهاض فكري وتخطيط لا قبل لمنهجيتة مع فلسفة العلوم ، التي تستحضر المنطق في كل عمل يخطط له .
ما اشار اليه الفيلسوف والشاعر ( ت. س ايليوت ) ينطبق وكون الحياة في هذا العالم العربي
اضحت رديفة لمعاني قواعد خيبة الأمل ، حيت ان كل شرايحه بدات تشعر بنوع من الخيبة والتذمر ، الى درجة ان الذعر تمكن من التسرب الى وجدان المواطن العربي ، جعل منه يفقد الاحساس بالجمال والذوق السامي لمباهج الحياة ، وكيف يتسنى له ذلك والارض تحرق في كل مكان من جغرافية هذا العالم العربي ، والارواح تزهق ، وانين الاطفال والثكالى يسضح من جميع زواياه ، وهذه الخيبة افقدت المواطن العربي الشعور بميزة الحياة بكامل احساسها السحري كما ينبغي ان تكون عليه .
جغرافية العالم العربي اضحت عبارة عن نار مشتعلة ، لَفَحَ اوارها كل المستضعفين من النساء والولدان والشيوخ الذين يقولون ” ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها ” ، فهذه الارض العربية المحترقة اكنافها ، والتي بدأت بدورها تشكو من هذه العتمة والجمود اللاعقلاني والجفاء الحسي بالجمال والذوق الرفيع ، حيت اٌثرت سُخطا منها التمرد والتوقف الفجايي لتربتها عن الإنتاج ، كما اصبح ماؤها غورا لن تستطيع له طلبا .
هل اضحى العالم العربي هُندوسا لصناعة الكوارت والانهيار ؟
هل حكمت الاقدار بان يتوقف الزمن العربي بخصوص تنزيل ابجديات الانطلاق التنموي والحضاري السليم ، وتحقيق الحلم العربي الكبير نحو مستقبل ربيعي قرطبي مغاير تماما لما الت اليه اوضاع الخريف العربي الذي عكس ازيد من عقد ونيف من الثورات التي لم تُبقِ ولم تدر ، حيت انتشر خلالها تقسيم وخراب واحباط وروح مؤامرة دنيية ، دفع المواطن البسيط ثمنها ، هذا فضلا عن ازدهار نشوة الفساد على مستوى كل شرايح من استباح لنفسه تحليل المال العام والتصرف فيه بكل اريحية ، من ذون وخزات الضمير الذي تم عرضه للبيع في سوق الخردوات المتلاشية ، فباعوا بذلك اوطانهم بثمن بخس دراهم معدودات ، وكانوا فيه من الزاهدين .
فهل من خلاص ؟؟؟
ام ان الطريق لم يعد امنا ؟؟؟
ام ان الامر ما فتىء ان اصبح عُسْرَةٍ لا رجاء من الانتظار لِمَيْسَرَةٍ !!!
آلله غالب
عبدالسلام اضريف