من قصص الغموض البوليسي
لغز مقتل عائشة
بقلم: فايل المطاعني
الحلقة الخامسة – مسقط
كانت النقيب منى تتحدث هاتفيًا مع صديقتها الدكتورة هدى، بصوت دافئ يملؤه الحنين:
منى: إن شاء الله سأحضر زفافك، لا تقلقي، أظن أن كل ضباط الشرطة باتوا يعلمون أن الدكتورة هدى ستزف هذا الأسبوع!
ابتسمت الدكتورة هدى ابتسامة صغيرة، وقالت مازحة:
هدى: نعم… ولكن أخبريني يا حضرة الضابط، متى آخر مرة حضرتِ عرسًا أو خطوبة مع صديقاتك؟ هيا… أجيبي بصراحة.
حاولت منى أن تتذكر، لكنها فشلت، فتنهدت مستسلمة:
منى: معكِ حق… أنا فعلاً مقصّرة معكن.
فقالت هدى وهي تحاول أن تطيب خاطرها بروح مرحة:
هدى: لا بأس… تعالي واحضري، من يدري؟ قد تعجب بكِ إحدى العجائز وتخطبك لابنها. ودعكِ من المقدم سالم، فهذا الرجل يعشق حياة العزوبية ولا يفكر في الزواج!
ثم اقترب صوتها، كأنها تهمس في أذن منى:
هدى: بصراحة… الشاب وسيم جدًا، لو كنتُ مكانك لجعلته يلتفت إليّ، ووقعت عيناه في شباكي، ثم أوصلته إلى باب بيتنا، والباقي على أهلي!
ضحكت منى وقالت:
منى: يا بنتي، هو أخي في العمل، أجلس معه يوميًا في نفس المكتب. وكما يقول أهلنا في الأمثال: (اللي يريد الصلاة ما تفوته).
ثم تابعت ممازحة:
منى: المهم، ادعي أن يهدي الله المجرمين، وأن لا يثيروا لنا المشاكل هذا الأسبوع، حتى أتمكن من حضور زفافك. وإلا ستقلبين الدنيا عليّ بلسانك الطويل! تخيلي، صار لنا شهر كامل والمجرمون محترمون أنفسهم… لا قضايا، ولا جرائم. قولي يا رب يكمل هذا الأسبوع على خير ونحضر عرسك.
وأضافت ضاحكة:
منى: ومن يدري، ربما تطرق إحدى العجائز باب بيتنا خاطبة لي لابنها! لكن إذا علمت أني شرطية، فستمسك بابنها وتهرب. الأمهات يخشين علينا، يظنّون أننا متوحشات نستعمل المسدسات بدل أدوات المكياج!
قهقهت هدى على كلام صديقتها، بينما ارتسمت على وجه منى ابتسامة خفيفة سرعان ما اختفت حين رنّ هاتفها، لتظهر أمامها مكالمة من أخيها، العميد حمد.
همست منى بصوت يكاد لا يُسمع:
منى: (أتاك الموت يا تارك الصلاة!).
ثم زفرت بقلق، وقالت في نفسها:
منى: والآن… كيف المهرب من هدى لو قال العميد إن هناك جريمة قتل وقعت اليوم؟ والله سأتورط معها، وسيفوتني عرس صديقتي… وفوقها يفوتني لقاء “عريس الغفلة”!
—
بقلم: فايل المطاعني
يتبع…
لكن، ماذا يحمل اتصال العميد هذه المرة؟ وهل سيبقى الزفاف مجرد حلم مؤجل؟
من قصص الغموض البوليسي
لغز مقتل عائشة