الرئيسيةاخبارمن هنا نبدأ العمل والإنتاج طريق التعمير وبناء المجتمعات
اخبار

من هنا نبدأ العمل والإنتاج طريق التعمير وبناء المجتمعات

من هنا نبدأ العمل والإنتاج طريق التعمير وبناء المجتمعات

من هنا نبدأ العمل والإنتاج طريق التعمير وبناء المجتمعات 

 

 بقلم د.م. مدحت يوسف  01-10-2025

 

🔹 العمل في حياة الإنسان ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق أو تأمين المعيشة، بل هو رسالة سامية وواجب عظيم جعله الله أساسًا لوجود الإنسان على الأرض. فالإنسان خُلق ليعمر الأرض ويزرع فيها الخير، قال تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾، ومن هنا نفهم أن السعي والاجتهاد والعمل المتقن هو غاية إنسانية وحضارية، تحفظ للأمم قوتها ومكانتها وتبني للأجيال حاضرًا زاهرًا ومستقبلاً مشرقًا.

 

🔹 إن قيمة العمل تتجلى في كونه طريقًا للإنتاج وزيادة العطاء، فهو الذي يحقق التقدم ويصنع التنمية ويقيم العدل بين الناس. فكل يدٍ تبني، وكل عقلٍ يبدع، وكل قلبٍ يخلص، إنما يسهم في رفع الأمة وتماسك المجتمع. ومن هنا جاءت التوجيهات الإلهية التي تحث على السعي والاجتهاد، قال تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يُرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى﴾، وهذه الآيات تبعث في النفس روح الأمل وتؤكد أن لكل إنسان نصيبه من ثمار جهده، وأن العمل الصالح لا يضيع عند الله، ولو كان بمثقال ذرة.

 

🔹 وقد أكد النبي ﷺ على ذلك بقوله: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» [رواه مسلم]. إن هذا الحديث العظيم يجمع منهجًا كاملًا للحياة: قوة الإيمان، والإيجابية، والسعي النافع، والاستعانة بالله، والبعد عن الكسل والعجز، مع التسليم لأمر الله وقدره.

 

🔹 ولا يقتصر العمل على كونه فرديًا، بل هو بناء جماعي، يحقق التنافسية الشريفة بين الأفراد والمؤسسات والدول، ليكون السبيل إلى التفوق والإبداع، بعيدًا عن الأنانية والمصالح الضيقة. المجتمعات التي تؤمن بالعمل والإنتاج وتغرس قيم التنافس الشريف، هي المجتمعات التي توفر لأبنائها الأمن والسلام وتصنع لهم بيئة آمنة مستقرة. فبالعمل تُبنى الأوطان وتُشيَّد الحضارات وتتحقق التنمية المستدامة التي تحفظ الموارد وتستثمر الطاقات البشرية في طريق الخير والعطاء.

 

🔹 ومن أهم مقومات نجاح العمل أن يعرف كل إنسان وصفه الوظيفي والمهام المكلف بها، سواء في مؤسسته أو في مجتمعه أو حتى داخل أسرته، فوضوح الدور والمهام يعزز من جودة الأداء ويمنع التداخل والارتباك، ويجعل الجميع يسيرون في طريق منظم نحو الهدف المشترك. إن معرفة كل فرد بمسؤولياته هي في حقيقتها جزء من تسليم الحياة وإدارتها بوعي، لأن الحياة لا تقوم على الفوضى، وإنما على وضوح الأدوار وتكامل الجهود.

 

🔹 لقد وُجد كل واحد منا على هذه الأرض ليترك أثرًا، ويضيف لبنة في صرح الحضارة الإنسانية، فالحياة ليست عبورًا عابرًا بل مسؤولية عظيمة ورسالة خالدة. ومن يزرع الخير يحصد ثماره في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره﴾.

 

🔹 إن الأمم لا تنهض إلا بسواعد أبنائها، ولا تصنع مستقبلها إلا بالعمل الجاد والتنافسية التي تقوم على الأخلاق والإبداع، لا على الغش أو الأنانية. فالمستقبل المشرق لا يُمنح بل يُنتزع بالجهد والعرق والجدية، وبالإيمان العميق أن العمل عبادة، وأن عمارة الأرض أمانة ومسؤولية.

 

🔹 فلنغرس في نفوسنا ونفوس أبنائنا أن العمل هو حياة، وأن السعي والاجتهاد هما السبيل إلى العزة والكرامة، وأن عمارة الأرض هي غايتنا جميعًا لنحيا في مجتمع قوي متماسك، يعيش أفراده في أمن وسلام، وتظل رايته خفاقة بين الأمم.

من هنا نبدأ العمل والإنتاج طريق التعمير وبناء المجتمعات

خطى الوعي

من هنا نبدأ العمل والإنتاج طريق التعمير وبناء المجتمعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *