الرئيسيةمقالاتنعمة جليلة لا نستغني عنها لحظة
مقالات

نعمة جليلة لا نستغني عنها لحظة

نعمة جليلة لا نستغني عنها لحظة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله العزيز القوي المقتدر، ينبه عباده بالآيات والنذر، فيهلك من تغافل عنها وينجو بفضل الله من إعتبر، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم متتابعة كقطر المطر، وأعتذر من ذنوب خجل من حملها العذر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ملك قدوس لا تدركه الأبصار ولا يحيط به النظر، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله حذر أمته من الذنوب والمعاصي وأبان أنها طريق الخطر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن الرياح آية من آيات الله الكونية في هذا الكون الفسيح، والريح عذاب يسلطه الله على من شاء من أعدائه، وتوعد بها الله الكافرين، وتوعد بها المعرضين الذين يعرفونه في الشدة دون الرخاء أن يسلط عليهم الريح فيغرقهم بها، وأهلك الله بها عادا قوم هود عليه السلام.

فكانت جثثهم بعد هلاكهم مثل جذوع النخل الخاوي الذي أصابته الريح فسقط على الأرض، فما أهون الخلق على الله إذا عصوا أمره، وقال ابن كثير رحمه الله جعلت الريح تضرب بأحدهم الأرض فيخر ميتا على أم رأسه، فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة كأنها قائمة النخلة إذا خرت بلا أغصان، ومن صور عذاب الله بها ما نال أمريكا، فقد سلط الله عليهم إعصار كاترينا الذي لم يستغرق سوى سويعات معدودات وكلف أمريكا ما أنفقته على حروبها في أفغانستان والعراق خلال سنوات الحرب، وتجاوز ضحاياه أكثر من عشرين ألف إنسان حيث يقول تعالي “إن بطش ربك لشديد” فهل يستطيع أحد أن يعيش بغير هواء ؟ فإن أهم شيء عند الخلائق في الدنيا كلها وأغلى شيء هو الهواء، فالهواء هو نعمة من النعم المألوفة من النعم المغفول عنها وهي لو تعلمون نعمة جليلة.

لا نستغني عنها لحظة من اللحظات ولا يستغني عنها كائن حيّ يدب علي وجه الأرض فهي نعمة جليلة عظيمة مرهون بها حياة الإنس والجن والبهائم والزرع والهوام آية من آيات الله سبحانه وتعالي ونعمة من نعماءه وآلاءه، وبدون هذا الهواء تموت كل دابة علي وجه الأرض في غضون ثوان معدودة، وهذا الهواء الذي حولنا وهذا الهواء الذي نتنفسه ونستنشقه هو سبب من أسباب الحياة وسر من أسرارها وهو آية من الآيات الباهرة للخالق العليم سبحانه وتعالي، خلقه الله تبارك وتعالي وركّب عناصره بحكمته ومنه ما يدخل في الصناعة ومنه ما يتنفسه النبات ومنه ما يتنفسه الإنسان والطير والهوام وخلقه الله بعظيم قدرته وبديع صنعته وحبسه الله تعالي بين السماء والأرض، فالهواء مخلوق لطيف ندركه ونشعر به ونستخدمه كل لحظة من اللحظات وأعيننا لا نراه.

وخلق الله تعالي هذا ÿوجعله ملكا للجميع ولو أمكن الإنسان أن يتسلط علي الهواء لباعه وإشتراه وتقاتل مع غيره عليه كما يتقاتل الناس اليوم علي المياه وعلي الأموال وعلي الديار، لكن الله تعالي بحكمته البالغة جعل الهواء يجري بين السماء والأرض يملكه كل حي ومسخر لكل حي، خلقه الله تعالي ووهبه مجانا للمؤمن وللكافر، وللغني وللفقير وللقوي وللضعيف ولعموم الإنس والجن والبهائم والشجر والهوام والهواء هو أحد أكبر وأقوي مخلوق علي وجه الأرض رغم رقته ولطفه إلا أنه يسوق جبالا من السحاب ويؤلف بينها ويحملها من بلد إلي آخر ويلقح النخل والأشجار ويحمل الهوء الطائرات الثقيلات بقدرة الله تعالي ويسير السفن العظام ويهيج البحار ويجري الأنهار والطير محلقة تسبح فيه كما يسبح الحوت في الماء بقدرة الله سبحانه وتعالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *