هل لدى الفلسطينيين في طولكرم: هل يتكرر سيناريو جنين في المخيم؟
هل لدى الفلسطينيين في طولكرم: هل يتكرر سيناريو جنين في المخيم؟
عبده الشربيني حمام
يتابع الفلسطينيون في مختلف محافظات الضفة الغربية مستجدات الحملة الأمنية المستمرة في مخيم جنين، التي تشنها قوات الأمن الفلسطيني ضد من وصفتهم بـ”الخارجين عن القانون”، وذلك “لإعادة فرض الأمن والسلاح الواحد مهما كلف ذلك من ثمن”.
هذا، وتحدثت مصادر محلية في طولكرم عن وجود مخاوف حقيقية داخل مخيم المدينة، الذي يُعد ثاني أكبر تجمع للاجئين في الضفة الغربية، من إمكانية استهداف المسلحين هناك للقوات الأمنية الفلسطينية ردًا على الحملة في مخيم جنين.
ويخشى المواطنون في طولكرم أن تؤدي خطوة كتلك إلى تصعيد جديد في المخيم، يعكّر سير حياتهم اليومية، وقد يتسبب في دمار واسع وخسائر في البنية التحتية الهشة.
وتفجرت الاشتباكات بين الشرطة الفلسطينية والمسلحين في جنين إثر اختطافهم مركبات تابعة لوزارة الزراعة من مدينة جنين ونقلها إلى داخل المخيم.
وقال العميد أنور رجب، الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني، في بيان صادر عنه منذ يومين، موجه للعموم: “مستمرون في ملاحقة كل من يقوم بتهديد السلم والأمن المجتمعي الفلسطيني، وسنواجه أصحاب الأجندات المشبوهة بكل حسم وقوة، لأنهم يسهلون مهمة الاحتلال في تنفيذ مخططه الاستيطاني، وحرمان الشعب الفلسطيني من استقلاله المنشود، وأيضًا تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية في ممارسة مهامها”.
وأضاف الناطق الرسمي أن أجهزة الأمن الفلسطينية تعمل على بسط سيادة القانون وحفظ الأمن والسلم في كافة المناطق الفلسطينية، لا سيما مخيم جنين في الضفة الغربية، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها المخيم. وأكد استمرار الأجهزة الأمنية في ملاحقة الخارجين عن القانون ومواجهة كافة أشكال العنف والفوضى، مشيرًا إلى أن المهمة الأولى للأجهزة الأمنية الفلسطينية هي استعادة مخيم جنين من سطوة الخارجين على القانون.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن الدعم الشعبي للمقاومة لا يعني بأي حال من الأحوال السماح بالعبث بمقدرات الشعب الفلسطيني أو المساس بالسلم المجتمعي وتعريض حياة المواطنين للخطر.
وأضاف سوالمة أن إسرائيل حاولت لسنوات التسويق للضفة كمنطقة خارجة عن سيطرة السلطة، وذلك تمهيدًا لضمها، معتبرًا أن استهداف الأجهزة الأمنية لا يخدم سوى الأجندة الإسرائيلية.
وقال القيادي في حركة فتح، موفق مطر، إن جماهير الشعب الفلسطيني وجميع الفصائل الوطنية تدرك جيدًا أن منظمة التحرير الوطني الفلسطينية هي الحامية للمشروع الوطني. وأضاف أن جميع جماهير حركة فتح عليهم مسؤولية إنقاذ مشروعهم الوطني من الفلتان الأمني الذي هو في الأساس صناعة إسرائيلية.
وأضاف أن ما يحدث من فلتان أمني ليس حالة فردية أو انفعالية أو رد فعل، إنما مدعوم من قوى محلية ودولية وإقليمية. وتابع: “إيران تدعم هؤلاء من أجل تدمير مشروعنا الوطني”.
وتابع في تصريحاته لـ”شبكة أخبار الشرق”: “ما يحدث من فلتان أمني هو صناعة إسرائيلية، وهي المستفيد الأول مما يحدث. ونقول أيضًا إن قوى دولية، وعلى رأسها إيران، وقوى إقليمية ومنها الإخوان المسلمون وفصيلهم المسلح، يريدون أخذ الشعب الفلسطيني بأكمله إلى الهاوية”.