هنا نابل
بقلم المعز غني
لا أستطيع أن أهمل قلوبًا أحببتها يومًا…
تلك القلوب التي مرّت كنسمة ربيعٍ على دروب العمر ،
فتركت في القلب دفئًا ، وفي الذاكرة عبيرًا لا يزول .
قد تباعدت المسافات ، وتغيّرت الفصول ،
لكنّ الوفاء يبقى كما هو ، نهرًا رقراقًا لا يجفّ ماؤه ،
نرتشف منه في صمتٍ ، كلّما ضاق بنا الحنين أو أستيقظ فينا طيف الأيام الجميلة .
أكتفي بالاطمئنان عليهم من بعيد ،
بابتسامةٍ خافتةٍ ورضًا يسكن أعماقي ،
فكرماء الأصل لا يحتاجون إلى حضورٍ دائم ،
لأنهم كالظلّ الذي يرافقنا أينما سرنا ،
وكالغصن المثمر ، كلما حمل ثمارًا تواضعَ وإنحنى ،
يزداد جمالًا كلّما أثقله العطاء .
هكذا عرفناكم، وهكذا أنتم دائمًا ،
زميلاتي الفضليات وإخوتي الأعزاء —
أبناء الفرع الجهوي بنابل لودادية أعوان وزارة العدل —
منكم تعلّمنا معنى الأخوّة في النبل ،
ومعنى العطاء بلا ضجيج ،
ومعنى أن تكون الكلمة الصادقة جسرًا يجمع القلوب لا يفصلها .
في كل لقاءٍ يجمعنا ، وفي كل ذكرى تمرّ بنا ،
أشعر أن بيننا خيطًا من نورٍ لا ينقطع ،
يمتدّ بين الصدق والمحبّة ، وبين الإخلاص والعمل .
وهكذا تبقون في القلوب كما أنتم ،
أعزاء ، أنقياء ، وعودًا حميدًا لا تبهت ألوانه مهما تقادمت الأيام.
لكم مني كلّ الحبّ والإحترام والتقدير ،
ودعوةٌ صادقة أن يوفّقنا الله جميعًا لما فيه الخير للبلاد والعباد ،
وأن تبقى مودّتكم غصنًا أخضرَ في بساتين القلب ، لا يذبل ولا يموت
بقلم المعز غني عاشق الترحال وروح الاكتشاف
هنا نابل


