هنا نابل
بقلم المعز غني
عرض الزيارة للمايسترو سامي اللجمي
على ركح مسرح الهواء الطلق بنابل
الموسيقى الصوفية والروحية … حين يغني القلب قبل اللسان
عرض الزيارة للمايسترو سامي اللجمي : عناق الأرواح على ركح مسرح الهواء الطلق بنابل
الليلة، السبت 02 أوت 2025، كانت نابل على موعدٍ مع عرض إستثنائي ّ، عرضٍ لا يُشبه غيره ، عرضٍ تُغنّي فيه الأرواح وتتمايل فيه القلوب قبل الأجساد … إنه عرض “الزيارة”، ذلك العمل الصوفيّ الفنيّ الذي تجاوز كونه مجرّد فرجة ليصبح حالة روحية جماعية ، إحتفالاً جماعيًا بالوجد والسكينة .
على ركح مسرح الهواء الطلق بنابل ، وضمن فعاليات مهرجان نابل الدولي في دورته السابعة والثلاثين ، لن يكون الجمهور مجرد مشاهدين ، بل سوف يكون شركاء في طقس صوفيّ جامع ، تمتزج فيه الذكرى بالذِكر ، وتمتزج فيه الإيقاعات الروحية مع نغمة القلب الخاشعة .
كالعادة … أمام شبابيك مغلقة ، عرض الليلة أمام المدارج مكتظة بالحاضرين ( Sold Out)
، أولئك الذين جاؤوا لا ليُصفّقوا فقط ، بل ليغتسلوا من ضجيج العالم بصوتٍ نقيّ ، بتواشيح تلامس شغاف الروح ، بكلمات تشبه الدعاء أكثر من الغناء .
“الزيارة”
ليست فقط عملًا فنّيًا ، بقيادة المايسترو سامي اللجمي وبمشاركة الفنان القدير منير الطرودي .
سهرة الليلة رسالة حبّ وسلام ، عودة إلى الجذور ، إلى الروح التي تعبُر الزمان والمكان لتقول لنا :
“في حضرة المحبوب ، يسقط كل ما هو زائف ، ويبقى النور وحده.”
تلك المزامير ، وتلك الدفوف ، والبخور ، وتلك الأجساد التي تتمايل على إيقاع الحنين مثل يا بلحسن يا شاذلي – نمدح الاقطاب الخ من الأغاني الصوفية والروحية التي تتغنى بمدح الرسول صلىاللهعليهوسلم … ليست إستعراضًا ، بل تُقيم صلاة من نوع خاص ، صلاةً جماعيةً مفتوحةً على السماء .
ما يُميّز الفن الصوفي ، أنه لا يخاطب العقل ، بل يذهب مباشرة إلى القلب.
لا يحتاج إلى تفسير ، بل إلى إحساس هو فنّ لا يُؤدّى ، بل يُعاش ، وحين يُقدَّم كما سيحدث الليلة في نابل وبالتحديد على ركح مسرح الهواء الطلق بنابل ، فإنه يتحوّل إلى تجربة تطهير داخلي .
في زمن غلبت عليه الضوضاء ، جاءت الزيارة لتقول لنا :
مهما إبتعدنا ، هناك دائمًا طريقٌ نحو الداخل … نحو النور … نحو السلام.
ختامًا ،
لن تكون ليلة موسيقية عادية في نابل ، بل سوف تكون لحظة سُموّ …
فهي زيارةً للروح ، عبر بوابة الفن.
هنا نابل