وأنا المُحِبُّ لآلِ البيت
بقلم مصطفى سبته
أياسيدى قد جئت بابك سيد
ومكثتُ أدعو الله دون ترددِ
فرأيتُ أني في أعزِّ سعادةٍ
وبأنَّ كلَّ الخيرِ أضحى في يدي
وعليك أكثرتُ الصلاةَ بروضةٍ
فرأيتُ أنِّي في مراقي السؤْدَدِ
لِمَ لا وأنتَ المصطفى والمجتبي
لِمَ لا وأنتَ لنا المشفَّعُ في غدِ
أنا لستُ أخشى الفقرَ في دنيا
الورى وخزائنُ الرحمنِ لمَّا تنفد
أنا لستُ أخشى من ظُلامة ظالمٍ
أنا لستُ أخشى من عداوةِ مُعتد
أنا لستُ أخشى زَلَّةً أو زِلَّةً
خيرُ البرايا شافعي ومؤيِّدِي
أنا لستُ أخشى الضَّيمَ أو قهرَ العِدا
و أنا المُحِبُّ لآلِ بيت محمَّدِ
وتَهِيم روحِي بالنَّبيِّ مُحمّدِ
وإليه شَوقًا كمْ يَحِنُّ جَنانِي
يَشتاقهُ قَلبِي وعيني تَشتهِي
ـلو أنْ تـراهُ ولو لِبضعِ ثَوانِ
حُبِّي. له روحُ الفُؤادِ ونَبضهُ
حُبِّي لهُ يَسـرِي بكـلِّ كيَانِي
صَلَّى عَليْكَ الله يَا خيرَ الورى
يا رَحمَةً تَدعُـو إلى الرَّحمنِ
أنفاسكم عندى تـدور بأضلعي
فأروح فى حـال به استغراقي
في عشق نـور محمد أنا دائر
أمسى وأصبـح أستقى وأساقي
نور يدور مع الجوارح فى الدِما
فـ أقـول أين أنًا مِن العُشـاقِ
قـد أحـرقـت أنواركـم كُـلِّيتى
فذهلت عن كُلِّي فـ هل لي باقي
وفي الأرواحِ للمُختارِ شـوقٌ
نُسـطِّـرُهُ بتَـردِيـدِ القــوافـي
بـرِضـوانِ وإحـسـانِ وحُـبٍّ
وأشـواقٍ وصلـواتٍ خوافـي
فَحُبُّ محمَّدًا قـد حَـلَّ فيـنا
ولَفَّ الخَافِقاتِ كمـا الشِّغافِ
فيا مـن تَبتَغونَ جوارَ أَحـمَدْ
هَـلُّمـوا للـصلاةِ والاعـتِكـافِ
وأهيـم شوقـاً إن مَـررت بخـاطري
فتسيـل مِن فـرط الهيـام مدامعي
ويزيـد مِـنِّـي أنيـن القلـب ونبضـه
وتشتاق للصوت الجميل مَسامعي
ولقـد خلـوت مع الحبيب وبيننا
سـرٌّ أرقُ مِـن النـسـيـمِ إذا سَـرىٰ
وأبَـاح طـرفـي نـظـرة أمّلتهـا
فغـدوت معـروفا وكنـت مـنكـرا
فـدهـشت بين جمـالـه وجـلالـه
وغـدا لسـان الحـال عني مُخَبِّرا
فأدر لِحاظكَ في محاسن وجهه
تلقى جميع الحُسن فيه مصـوِّرا
لو أن كل الحسـن. يكمـل صـورة
ورآه كــان مُـهَـلِّـلا ومُـكَـبِّــرَا
حَـيِّ الحـبـيـبَ. إذا مَـرَرتَ بِـدارِهِ
واسكُب عليهِ المِسكَ مِن دمعاتي
أبلِغْـهُ أنِّي قـد قُتِلـتُ بـهَجـرِهِ
ونَثَـرتُ للعُشَّـاقِ بعـضَ رُفـاتي
وقفـتُ بالبـابِ يا مـولاي و لي أمـلٌ
فاجبر به خاطري وأشدد به عَضُدِي
وقفتُ بالبابِ أرجـوكشـف ضائقتي
يا أكرم الخلـق أدركني وخـذ بيـدي
فـي القلـبِ والجسـمِ آلامٌ تعـاودُنِـي
إذا نظرتَ إليهـا يـا حبيبي لـم تَـعُـدِ
بك المدينة قـد صـارت مُـنـوّرةً
أنت فيـها سراج مشـرق الـذاتِ
يارب فاجعل بها قبري ومنزلتي
واغفر بحبي لها ذنبي وزلاتي
وأنـال بحـبِّ المصطفى فـرجـاً
وأن أنـال به خـيـر الشـفـاعـاتِ
سألت البدرإذا بدا في الليل مكتملا
يا بـدر مـا هـذا الجمـال فتنتنـي
فـ أجـابنـي والنـور يغـمـر وجـهـه
لـو تـدري أصـل الجمـال نكـرتني
صل الجمال جمال وجه المصطفىٰ
مَن مِـثلـه عَـرش الجـمال سَيعـتلـي
وما مثلنا في الحسـن إلا نواباً له
فإن أسفـر الوجـه البهي سننجلي
وكَم نَـادَيتُكُم يا أهـل وِدّي
فمِن إحسـانِكُـم لا تترُكُونِي
وظنّي في شمـائلِكُم جميلٌ
فيَا أهـلَ الوفَـا لا تُهمِلُوني
وفيكُم قد هجرتُ الخلقَ طُرّا
عسى أحباب قلبي يُوصِلوني
وفي حُبي لكُم قد هـامَ قلبي
وحـاشَا بعد حُبي تُنكِرُوني
نـبـيُّ اللهِ جُـــودٌ لا يُـجـارىٰ
وفيـضُ مَحبَّةٍ تَـهـدي الحَيارىٰ
ونَــبْــع ٌ وِردُهُ صَــافٍ زُلالٌ
وبَـدرٌ للحَـقـيـقَـةِ مـا تَـوارىٰ
أَيوحِـشُني الـزَمـانُ وَأَنـتَ أُنـسِـي
وَيُظلِمُ لِيْ النَـهَـارُ وَأَنـتَ شَمـسـي
أأَغــرِسُ فـي مَـحَـبَّـتِـكَ الأَمـانـي
فَأَجني السَعـدَ مِنْ ثِـمَـرات غَرسي
فـلَـو أَنَّ الـزَمــانَ أَطــاعَ حُـكـمِــي
فَـدَيتُـكَ مِن مَـكـارِهِـهِ بِـنَـفـسـي
يَـاربِّ عــطِّــر مَـرقــداً تـنــوَّرا
بصاحب الإسـراء مبعوث الـورىٰ
وصَـلِّ يـارب علـيـه ســرمــداً
والآل والأصحاب ما البرق سرىٰ
ومِـن عجـبٍ أني أحـنُّ إليـهـم
واسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
عُـذرا رسـول الله حـرفي عــاجــزٌ
عن بـث ما في الـقلب من أشـواقِ
ودفـاتـري حـنـَّت إليـك سطـورهـا
يا خـيـر مَـن حـنـَّـت لـه أوراقـي
قـيـثــارتـي هـيـمــانـة ألـحـانـهــا
واللحن يحكي الوجد في الأحداقِ
والـكـون تـلألأ بالـجـمــال كـأنــه
روض الزهـور وملتقـى العـشـاقِ
الـيـوم والسـنـوات والـدنـيـا مـعــاً
تـزهـو بِـســيـرة سـيـد الأخــلاقِ