الرئيسيةاخباروتمرّ السنين بسرعة البرق 
اخبار

وتمرّ السنين بسرعة البرق 

وتمرّ السنين بسرعة البرق 

وتمرّ السنين بسرعة البرق 

هنا نابل / بقلم المعز غني

 مرت السنين من عمري … كبرت سنة اخرى …. أيام قليلة وأحتفل ببلوغي الستين ؛ هذه الأعوام التي مرّت علي حافلةٌ بالمواقف: الصح والخطأ ، الفرح والحزن ، الندم والتغاضي ، المشاكل والتجاهل.

 

مرت السنين… !.

أخذت مني أقارب (رحمة الله على الوالدة والوالد) ، وقَرَّبت لي أغراباً تغيّروا ، وأحضرت لي أحباباً ، ومنحتني أصحابًا جددًا.

 

مرت السنين … !

تعرفت خلالها على حقيقة بعض البشر النقية ، وكشفت لي معادن البعض السيئة.

 فاجأني سقوط أقنعةٍ كثيرة ، وجعلتني أتمسك بمن يستحقون الثِّقَة.

 علمتني أن مَن لا يرَني بعزّ لا أراه بإجلال ، وأن الحبّ أخلاق قبل أن يكون مشاعر ، وأن الإحترام أساس أي تعامل مهما إختلفت صفاته ، كما علّمتني أن العواطف إن تمادت فصاحبها قد يصير مغفّلاً .

 

مرت السنين … !

وبكلّ ثقة أقول: شكراً لمن بقي في حياتي ولم تتزلزل أقدامه أمام رياح العواصف .

 كل الشكر لمن حمل في قلبه تقديراً لي ، ومن إحترمني في غيابي قبل حضوري . 

كلّ التقدير لكلّ من أهداني لحظةً جميلة من وقته ، كلّ الإمتنان لكلّ من دعا لي في الغيب.

 

أقدّم خالص إعتذاري لكلّ من تحمل سوء مزاجي وعثراتي أحياناً — فكلنا كالقمر: له جانب مظلم وله جانبٌ مشرق ومضيء.

 

أشكر القلوب النقية التي لا تزال تهديني الأمان ، وأمتنّ لكلّ وفاء يحتضنني ويهبني العطاء والحب والتضحية ، كلّ الحب لمن تذكرني اليوم وأمس وغداً.

 

خلاصة القول: حين لا يكون الزمان زماننا ، وحين تبدو الأشياء من حولنا لا تشبهنا ، وحين نشعر أن كلماتنا لن تصل وأن مدن أحلامنا قد ضاقت … هنا يصبح الرحيل بصمت أجمل هدية نُهديها لأنفسنا، لنختصر بها المسافات ونحفظ لأنفسنا بضع لحظات من الصفاء.

وتمرّ السنين بسرعة البرق 

أحبكم جميعًا.

 

بقلم المعز غني عاشق الترحال وروح الاكتشاف

وتمرّ السنين بسرعة البرق 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *