كتب // صلاح يونس
المرأة ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺳﻴﺪﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﺮﻛﺐ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﺤﻄﺔ ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺭﻛﻮﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺗﺠﻠﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺗﻔﺘﺤﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻛﻴﺴﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ﻭﺗﺮﻣﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ …. ﻭﻳﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ……. ﺃﺣﺪ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪهم ﻗﺎﺋﻼ :
( ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺼﻨﻌﻴﻦ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ) ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ
( ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺬﻑ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﻮﺭﺩ ) …. ﺍﺳﺘﻬﺰﺃ : ( ﺑﺬﻭﺭ ﻣﺎﺫﺍ ؟؟؟ ) ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ : ﻧﻌﻢ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﻮﺭﺩ ….. ﻷﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻮﺣﺸﺔ ، ﻭﻟﺪﻱ ﻃﻤﻮﺡ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﻭ ﺃﻣﺘﻊ ﻧﻈﺮﻱ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ….. ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻭ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺧﺮﺍ : ﻻ ﺃﻇﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻠﺰﻫﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . ﺭﺩﺕ : ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﻀﻴﻊ ﻫﺪﺭﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺳﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ، ﻭ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺰﻫﺮ ﻓﻴﻪ …… ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻤﺎﺀ ….. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ : ﺍﻧﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻄﺮ ……. * ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﻑ ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﺘﻼﺣﻖ ﻭﺭﻛﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﺴﻴﺮ ﺇﺫ ﺑﻪ ﻳﻠﻤﺢ ﺯﻫﻮﺭﺍ ﻗﺪ ﻧﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻭﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ …… ﻓﺴﺄﻝ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮﺭ …… ﺗﺤﺴﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ …… ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ( ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻧﻤﺖ … ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻬﺎ ﻓﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺮﻫﺎ ) . ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﻣﻪ …. ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻭﻳﻨﺘﺎﺑﻬﺎ ﺳﻴﻞ ﻋﺎﺭﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ( ﺃﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ …. ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ …. ﺇﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ) ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ .
ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻤﺘﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺖ ﻫﺪﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ..
ﺃﻟﻖ ﺑﺬﻭﺭ ﻭﺭﺩﻙ … ﻻ ﻳﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺃﻧﺖ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ …. ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮﻙ . ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻙ …… ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺷﺮﺍ ﻟﻠﺤﺐ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﻗﺪﻡ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ .. ..
كتب // صلاح يونس