الرئيسيةمقالات🟥 رسالة إلى لاعبي النادي الأهلي
مقالاتمنوعات

🟥 رسالة إلى لاعبي النادي الأهلي

🟥 رسالة إلى لاعبي النادي الأهلي

 بقلم : عماد نويجى

أيها اللاعبون،

اعلموا أنكم تلعبون تحت رايةٍ ليست ككل الرايات،

وأن القميص الذي ترتدونه ليس مجرد قطعة قماش،

بل تاريخٌ من الكبرياء، وعَرَقُ رجالٍ حفروا مجد هذا الكيان العظيم بدمهم وإخلاصهم.

لكن للأسف، سيذكركم التاريخ – إن استمر هذا الحال – بأنكم كنتم الأسوأ في تمثيل الأهلي،

ولن يُذكر أحد منكم كقدوة، بل كعِبرةٍ لمن يأتي بعده.

أنتم اليوم لا تعانون من خصمٍ أقوى، ولا من حظٍ عاثر،

بل من داءٍ أخطر اسمه غياب الروح.

فقد نسيتم أن كرة القدم ليست استعراضًا، ولا ساحة أنانية،

بل عمل جماعيٌّ يتنفس التعاون ويعيش بالتفاهم،

فمن يعزف نشازًا وسط اللحن، يُفسد السيمفونية مهما كان صوته جميلًا.

الأهلي لم يُبنَ على موهبة لاعب،

بل على عرقِ أجيالٍ توارثت حبّ الكيان قبل حبّ الذات،

قاتلوا من أجل الشعار لا من أجل التصفيق،

لذلك صنعوا المجد، وخلّدهم التاريخ.

أما أنتم، فبعضكم يتعامل مع النادي وكأنه محطة عبور،

وبعضكم يتوهّم أنه “النجم الأوحد” الذي لا يُقارن،

ناسيًا أن الأهلي لا يقف على اسم،

ولا يعرف نجمًا فوق الشعار.

ولمن ظنّ أن تقصيره مبرَّر لأن الإدارة لم تقدّره كما يجب،

أقول له: العطاء لا يُقاس بالمقابل، بل بالانتماء.

النادي الأهلي لا يُعطي إلا من يعطيه،

ولا يُكرم إلا من وضعه فوق كل اعتبار.

قد تُظلم لحظة، لكنك تُخلَّد إن أخلصت.

يا من ترتدون الأحمر،

تذكّروا أن الجماهير التي تهتف لكم اليوم هي نفسها التي تبكي بحرقة على حالكم،

تذكّروا أنكم تمثلون اسمًا إن سقط، سقطت معه ذاكرة أمة من المجد والبطولات.

أنتم زائلون، وستأتي أسماء جديدة تحمل نفس الرقم ونفس القميص،

لكن الأهلي باقٍ، لا يشيخ ولا يذبل.

هو الفكرة، وهو الروح، وهو القدوة.

فإن فشلتم في صونه، فأنتم لا تسيئون لأنفسكم فقط، بل لا يقل عن 70 مليون عاشقٍ رفعوا هذا الكيان فوق أعناقهم.

عودوا إلى روح الأهلي،

عودوا إلى الجماعية، إلى التضحية، إلى الولاء الحقيقي.

اجعلوا شعاركم: “الأهلي أولًا… أنا ثانيًا”.

وحينها فقط، سيعود المجد ليصافحكم كما صافح من قبلكم الخطيب، ومتعب، وبركات، وجيل الأساطير.

واعلموا أنكم مهما بلغت شهرتكم وثروتكم،

لن تكونوا شيئًا بدون هذا القميص،

لكن الأهلي — حتى بدونكم — سيبقى رمزًا خالدًا للأصالة والانتصار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *