مقال ✍️بقلم #سميرالدسوقي
لمهنة الصحافة خصوصية كبيرة تختلف عن باقي المهن الأخرى كونها تخاطب العقول بمختلف مستوياتها، فهي الكلمة المطبوعة الموثقة والمقروءة التي تطالع القراء كل يوم بمختلف أنواع المقالات والأعمدة والتحقيقات والأخبار، فضلاً عما تحتويه الجريدة من أبواب ثابتة وغير ثابتة وترجمة وتقارير وغيرها من الفنون الصحفية المختلفة؛ لذا ننادي بأن تشرف على كل وسيلة من وسائل الإعلام لجنة متخصصة في علوم النفس والاجتماع والتربية، لاتعوق الرأي، بل تقومه، ولتكن (فكرة) أستاذي مصطفى، عملاق الصحافة العربية هي شعار الأداء والعطاء؛ إذ كان هدفه أنه يصحح المفاهيم برفق وأناة، وعقلية مرنة قادرة على الإقناع بلا نفاق ولامجاملة.
الصحافة هي خبز الشعوب، تجد فيها مالذ وطاب، من القضايا الخاصة والعامة ، وتطعم القارئ بالآراء والأخبارالتي تؤثر في نفوس القراء، وتصعد مشكلاتهم أمام المسئولين على أساس من الحيدة البعيدة عن أي اتجاه خاص، أو أية نزعة يحدوها غرض معين، فيكون اتجاهها هو الخط المستقيم، والغرض هو الهدف المنشود
……. ولابُدّ من التمييز بين الأخلاق والأخلاقيات، فالأخلاق تتناول التصرفات، بينما الأخلاقيات تتعلّق بالالتزامات والواجبات الخاصة بمهنة ما، وهذه الأخلاقيات ليست بأهمية بعضها، لكن غياب أحدها يهدّد المهنية ورسالة الصحافة.
…… ومن دون حرية تصبح الصحافة بيانات رسمية، ومن دون قوانين تصبح الصحافة عرضة لكل التجاذبات، ومن دون أخلاق تصبح الصحافة فاسدة وتفقد دورها المراقِب والضابِط، فالمدرسة الأنجلوسكسونية والليبرالية تعطي الأولوية للحرية، أما المدرسة الأوروبية تعطي الأولوية للقانون ومثلها الأمريكية ، فلتكن مدرستنا المصرية والعربية تعطي أهمية للأخلاقيات أكثر من الأميركية.
….. فالصحافة إذن ومعها مؤسّسات الإعلام، هي مهنة لها أخلاقيّاتها، ومهامّها، ولذلك تُعدّ جزءاً مُهمّاً من مجتمعنا، سواءً كانت محطّات إذاعيّةً، أو وكالات أنْباء، أو صُحفاً ومجلّات، أو صحافةً إلكترونيّةً، وتتجلّى مهمّة هذه المؤسّسات في كشف الحقيقة، والقيام بدورها التربويّ والتعليميّ والتثقيفيّ لأفراد المُجتمع بِكلّ أمانة وموضوعيّة
…. ولا بُدّ لكلّ صحفيّ يَمتهِن هذه المهنة أنْ يتّبع أخلاقيّاتها ؛ لأنّ حدوث أي خلل في المِصداقيّة من شأنِه أن يُشوّه سُمعة المهنة وسُمعة الصّحفي نفسه، وهذه الأخلاقيّات هي: عدم بثّ الشائعات والتّرويج لها لإحداث بلبلة في المُجتمع، والابتعاد عن تلفيق الأخبار، والحِرص على نشر الأخبار مع مصادرها، وعدم نشر صور والتعليق عليها ؛ بغرض تشويه سُمعة شخص مُعيّن والتحرّي في نقل الخبر ؛ لنقله بمصداقيّة كاملة. وأيضا الحياديّة والدّقة في كتابة الأخبار، وعدم الانحياز إلى طرف مُعيّن، وتجنُّب نَشْر ما يُثير العُنف والكراهيّة في المُجتمع ، والحِفاظ على سريّة المصادر، واحترام رغباتها، خاصّةً عند نشر موضوع له علاقة بالفساد، والحرص على إحالة الموضوع إلى الجهات المسؤولة لمُعالجة ذلك..
…. ولا بُدّ أيضا لكلّ صحفيّ عدم إقامة علاقات خاصّة مع المصادر بهدف استغلال توفيرهم للمعلومات، ومُراعاة المَصلحة العامّة، واحترام الأعراف والعادات والتّقاليد المورورثة عند النشر، وابتعاد الصحفيّين عن الكَيْد لبعضهم البعض، أو تشويه سُمعة بعضهم لأيّ هدف كان ، وعدم تجريح أو ذمّ أيّ طرف من الأطراف، وعدم الإساءة إلى رموز الدُّول والقيادات…
…. وبشكل عامّ فإنّ الصّحافة مهنة ليست بتلك السّهولة؛ فهي مهنة شاقّة وتتطلّب الكثير من الجُهد لنقل الخبر أو المعلومة بكلّ صدق وشفافية ؛ فالمعلومة المُفيدة يُمكِن أنْ تكون ضارّةً إذا لم تُنقَل بشكل صحيح، والالتزام بأخلاقيّات المهنة يدعم مهامّها، وهي المساعدة في الكشف عن الحقيقة، والتأثير في الرأي العامّ، والتعبير عنه، فكونوا منارة للرأي السديد الذي لاتشوبه شائبة، وكونوا ألسنة للشعب تبلور كل شيء في قوالب صحيحة بعيدة عن أي هوي.
أخلاقيات مهنة الصحافة