أنواع الوفاء
بقلم :-
عبادى عبد الباقى قناوى
الوفاء
الجزء الثانى :-
تحدثنا فى الجزء الأول عن
#مفهوم الوفاء
والأن نستكمل أنواع الوفاء
أنواع الوفاء : –
١- الوفاء بالعهد، والعقد، والوعد: –
قال تعالى:-
“يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ”
( المائدة: ١ )،
وقال تعالى: –
“وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا”
( مريم: ٥٤)،
فإذا أبرم المسلم عقدا فيجب أن يحترمه، وإذا أعطى عهدا فيجب أن يلتزمه. ومن الإيمان أن يكون المرء عند كلمته التي قالها،
ينتهى إليها كما ينتهى الماء عن شطآنه ؛
فيعرف بين الناس بأن كلمته موثق غليظ ،
لا خوف من نقضها ولا مطمع فى اصطيادها .
٢- الوفاء بعهد مع الله عزَّ وجلَّ: –
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قال في كتابه :-
“وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى
شَهِدْنَا ”
( الأعراف: ١٧٢)،
فقد أخذ الله العهد على عباده جميعا ،
أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ؛
لأنه ربهم وخالقهم .
٣- الوفاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
بالإيمان به صلى الله عليه وسلم
والعمل بسنته وعدم مخالفته ،
قال تعالى : –
“فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”
( النور: ٦٣).
الوفاء بالعهود مع الناس : –
فيجب الوفاء بالعهود التي تقع بين الناس
بين الإنسان وبين أخيه المسلم ،
وبين المسلمين وبين الكفار ،
وغير ذلك من العهود المعروفة ،
فقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد ، فقال عز وجلَّ : –
“وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ
مَسْؤُولاً ”
( الإسراء: ٣)
، يعني :-
أن الوفاء بالعهد مسئول عنه الإنسان يوم القيامة ،
يسأل عن عهده هل وفى به أم لا ؟
قال تعالى : –
“وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ”
(النحل:٩١)،
يعني :-
ولا تخلفوا العهد .
٤- الوفاء بالنذر : –
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:-
«مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ»
البخاري.
٥- الوفاء مع الأولاد : –
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ :-
دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ :-
هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ،
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : –
«وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟»
قَالَتْ : –
أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : –
«أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ»
سنن أبي داود/ حسن.
٦-الوفاء فى مجال التجارة : –
الإسلام يوصي باحترام العقود،
التي تسجل فيها الالتزامات وغيرها ،
ويأمر بإنفاذ الشروط التي تتضمنها ، وفى الحديث : –
“المسلمون عند شروطهم”.
ولا شك أن انتشار الثقة فى ميدان التجارة وفى شتى المعاملات الاقتصادية -أساسه
افتراض الوفاء في أي تعهد .
ويجب أن تكون الشروط المكتوبة متفقة مع حدود الشريعة ،
وإلا فلا حرمة لها، ولا يكلف المسلم بوفائها .
٧- عقد الزواج : –
وقد منح الإسلام عقد الزواج مزيدا من الرعاية،
رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ :-
“إِنَّ أَحَقَّ مَا وَفَّيْتُمْ بِهِ مِنَ الشُّرُوطِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ”،
ومن ثم فليس يجوز لرجل بنى بامرأة،
أن يغتال درهما من حقها ،
أو يستخف بالرباط الذى جمعه بها . وفى الحديث : –
“أيما رجل تزوج امرأة- على ما قل من المهر أو كثر –
ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها ،
خدعها ،
فمات ولم يؤد إليها حقها لقى الله يوم القيامة وهو زانٍ !”.
٨- الوفاء بالحقوق والديون :-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : –
«مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ»
البخاري.
(يريد أداءها) : –
قاصدا أن يردها إلى المقرض .
(أدى الله عنه) :-
يسر له ما يؤدي منه من فضله ، وأرضى غريمه في الآخرة إن لم يستطع الوفاء في الدنيا .
(إتلافها):-
لا يقصد قضاءها.
(أتلفه الله) : –
أذهب ماله في الدنيا،
وعاقبه على الدين في الآخرة .
يارب نسألك الوفاء بالعهود
🤲اللهم أمين🤲
والله المستعان