إفشاء السلام
محمود سعيد برغش
إفشاء السلام معلم شرعي من شرائع الإسلام، ورابط إيماني من روابط الإيمان، وواجب اجتماعي من حقوق المسلمين على بعضهم، وفيه من الخير والحسنات ما جعله الشرع طريقًا إلى رضوان الله وجنته، وقد دلت على ذلك كثير من نصوص الوحيين الكتاب والسنة،كما أن إفشاء السلام من آداب الطريق الجلية التي تربط المسلم بأخيه المسلم، ويصير الناس كأنهم أمة واحدة يعرف بعضهم بعضاً، ويحب بعضهم بعضاً.
ويلاحظ أن تحية الإسلام هي السلام، بأن يقول المسلم للمسلم إذا لقيه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ورتب الله – سبحانه – عليها الأجر والثواب الحسن عند الله تعالى، فهذه التحية جاء بها الإسلام تفرداً وتميزاً عن تحايا الجاهلية التي كان العرب يستعملونها، فيقولون: عم صباحاً وعم مساء أو صباح الخير ومساء الخير، وما أشبه ذلك، ولا يزال عند بعض الناس شيئاً منها إلى اليوم، أو تقليداً لغير المسلمين من الغرب أو الشرق، ويتكلمون بغير لغة العرب ولغة المسلمين، ولهذا لا ينبغي أن نستبدلها بغيرها لأنها من الله السلام، وهي تحية الأنبياء والمرسلين، كما أنها تحية أهل الجنة في يوم يفوزون فيه بالنعيم المقيم، فيكف نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ونسير في ركب التقليد الأعمى بلا علم ولا هدىً ولا بصيرة؟.
إن الواجب علينا أن نعلم أن السلام، إنما شرع لربط الأمة الإسلامية ببعضها فهي روح تسري فيها؛ ليعم سلامها وأمنها على من حولهم من الأمم.إفشاء السلام