الأحد, أغسطس 10, 2025
الرئيسيةاخبارالأمين العام المساعد للوجه القبلي جامعة الأزهر الشريف السابق
اخبار

الأمين العام المساعد للوجه القبلي جامعة الأزهر الشريف السابق

الأمين العام المساعد للوجه القبلي جامعة الأزهر الشريف السابق

الأمين العام المساعد للوجه القبلي جامعة الأزهر الشريف السابق
د/ إبراهيم أبو عيسى

الأمين العام المساعد للوجه القبلي جامعة الأزهر الشريف السابق
«العلاقة بين المعلم والطالب نحو جودة تعليم عالية»
تُعد العلاقة بين المعلم والطالب منطلقا ثريا لتحقيق جودة التعليم. فكلما كانت هذه العلاقة قائمة على التفاعل الإيجابي والتواصل الفعال، كان لذلك أثر بالغ في تحفيز الطلاب على التعلم وتنمية مهاراتهم الأكاديمية والشخصية. إن تحقيق جودة التعليم لا يعتمد فقط على المادة العلمية، بل يرتكز كذلك على طرق التدريس والإدارة الصفية وأسلوب المعلم في التعامل مع طلابه.

لذا فهناك مقومات أساسية يجب على المعلم الالتزام بها ومنها ما يلي

أولاً: إنصات المعلم للطالب

يُعد إنصات المعلم للطالب أحد أهم ركائز بناء الثقة والاحترام داخل الصف الدراسي. فعندما يشعر الطالب أن صوته مسموع وأن آراءه وأفكاره موضع تقدير، فإن ذلك يعزز من دافعيته ويزيد من تفاعله الإيجابي مع الدروس. ويُساعد الإنصات الفعال على كشف احتياجات الطلاب وتحديد نقاط قوتهم وضعفهم، مما يمكن المعلم من تكييف الشرح والدعم وفقاً لمستوى كل طالب.

ثانياً: استخدام أكثر من استراتيجية تعليمية

تنوع الاستراتيجيات التعليمية يسهم في تلبية احتياجات جميع الطلاب بمختلف أساليب تعلمهم. فبدلاً من الاعتماد على أسلوب التلقين التقليدي، يمكن للمعلم توظيف التعلم التعاوني، وحل المشكلات، والتعليم القائم على المشاريع، والتعلم النشط. إن تنويع الاستراتيجيات يُكسب الطلاب مهارات عليا مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، ويُشعل شغفهم بالتعلم.

ثالثاً: إدارة صفية وبيئة صفية جاذبة

الإدارة الصفية الفعّالة تخلق بيئة تعليمية منظمة وآمنة تحفز الطالب على المشاركة دون خوف أو تردد. ويتحقق ذلك من خلال وضع قواعد واضحة، وتعزيز الانضباط الإيجابي، وتشجيع العمل الجماعي. كما أن توفير بيئة صفية جاذبة من حيث الترتيب، والألوان، والوسائل المعينة يعزز من تفاعل الطلاب ويُقلل من الملل والرتابة داخل الحصة الدراسية.

رابعاً: استخدام الوسائل التكنولوجية

أصبح استخدام التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من التعليم الحديث. إذ توفر الأدوات التكنولوجية، مثل العروض التفاعلية، والألعاب التعليمية، والمنصات الرقمية، بيئة تعليمية أكثر تفاعلاً وتنوعاً. كما تُساعد التكنولوجيا في إيصال المعلومات بطرق مرئية وسمعية تحاكي اهتمامات الجيل الرقمي، مما يرفع من مستوى الاستيعاب ويجعل التعلم أكثر متعة.

خامساً: استخدام المحفزات للتعليم

يُعد التحفيز عاملاً جوهرياً في دفع الطلاب نحو الإنجاز والتميز. فالمعلم المتميز هو الذي يُتقن توظيف الحوافز المادية والمعنوية، مثل الثناء، والشهادات، والهدايا الرمزية، والمسابقات التحفيزية. كما أن التحفيز المستمر يُنمّي لدى الطالب الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس، ويزيد من إقباله على التعلم والمشاركة الإيجابية.

الخاتمة

ختاماً، فإن العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب، إذا بُنيت على الإنصات، والتنوع في الاستراتيجيات، وإدارة صفية مبدعة، وتوظيف التكنولوجيا، والتحفيز الفعّال، فإنها ستثمر عن جودة تعليم عالية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. فالمعلم الناجح لا يكتفي بنقل المعرفة، بل يصنع جيلاً قادراً على التفكير والابتكار وتحقيق التنمية الشاملة.
بقلم
دكتور إبراهيم ابوالمجد ابراهيم
الأمين العام المساعد السابق للوجه القبلي جامعة الأزهر
المنسق الأكاديمي بشركة معارف للتدريب والتعليم بالمملكة العربية السعودية سابقا

الأمين العام المساعد للوجه القبلي جامعة الأزهر الشريف السابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »