الإبداع البصري وتقنيات التشكيل على الجلود على طاولة إعداد القادة
الإبداع البصري وتقنيات التشكيل على الجلود على طاولة إعداد القادة
هبه الخولي / القاهرة
تحاك الأشغال الفنية بالإبداع والخيال لتُصنع من أبسط وأجمل الخامات التي لا تتعارض مع قيمة العمل اليدوي المنسوج بخطوط التروي والتأني للوصول إلى قمة الإبداع ،فهي موهبة و فن وإحتراف وإتقـان ، نحاكي من خلاله تراثنا وماضينا وقيمة ترتبط بأصالتنا وعراقتنا ، ومع تطور الحيـاة وتسارع الزمن باتت الأشغال اليدوية أوسع وأشمل مما كان عليه عن ذي قبل لتدخل مفردات جديدة أهمها فنون الزخرفة والطباعة على الجلود،التي بدأ اسخدامه من وقت الإنسان البدائي في العصر الحجري كغطاء ساتر لجسده ، حيث لم يكن هناك ملابس ، وظهر استخدام الجلود في عصر القدماء المصريين حيث استخدم الجلد بطريقـة مختلفـة ،في صنع الملابس والخيام بأكثـر مـن أسـلوب لتشكيل واستخدام الجلد منها ( الحرق – التضفير – التدكيك – التطعـيم ) ،حيث كان يرتدي الملوك فوق ملابسهم صديريه من الجلـد وحـزام حـول الخصر مطعم بالجواهر والمعادن ، وشاع استخدامه في عدة عصور مختلفة كالعصر الروماني واليوناني ، كما استُخدم في عهد رسول االله ( صـلى االله عليه واله وسلم ) وعهد الخلفاء الراشدين لحفظ القرآن الكريم ، وقـد اهـتم المسلمون في استخدامه لتجليد الكتب ، وتفوقوا في الدهانات المختلفة عليـه وأبدعوا في تركيب الزخارف كما أتقنوها باستخدام الأختام المعدنية ، ومـع التطور الحضاري بدأ إنتاج الجلود على نطاق واسع في بداية القرن التاسـع عشر الميلادي ، فتعددت العناصر الفنية والوسائل المتطورة التي تم تصنيعها باستخدام تقنيات عديدة من الأدوات لتسـهيل تنفيـذ الزخـارف
حول أساليب وتقنيات تشكيل الجلود في الأعمال الفنية حاضرت الدكتورة أماني الشيخ أخصائي الفنون التشكيلية فرع ثقافة القاهرة بالهيئة العامة لقصور الثقافة عبر منتدى نقل الخبرة لحملة الماجيستير والدكتوراه محور
” الإبداع البصري ” الذي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام عبر البث المباشر متناولة بالشرح والتوضيح آليات التشكيل على الجلود من بويات زيتية ولكِيهات وصبغات كُحولية ودهانات بلاستيكية ، مع مراعاة ضرورة خلو سطح الجلد من البقع ، وأن تكون الألوان المستخدمة سائلة لسهولة استخدامها مشيرة إلى استخدامات مختلفة في تشكيل الجلود منها الضغط موضحه أن هذه الطريقة تعطي تأثيراً غائراً في سطح الجلد ، كما يمكن اختلاف شكل الضغط في إتاحة التحكم في إعطاء التأثيرات اللونية المختلفة من فاتح إلي غامق حسب قوة الضغط ، فإذا كان الضغط ضعيفاً فيعطي تأثير ظاهرياً فاتح اللون ، أما إذا كان الضغط قوياً فيعطي تأثيراً عميقاً نوعا ما داكن اللون ، ويتم هذا الأسلوب بواسطة ضغط الخطوط أو المساحات المراد ضغطها بواسطة دفرة وهي أداة مصنوعة من الخشب بشرط أن تكون نهايتها ذات سن مشطوف ملساء حتى لا يجرح سطح الجلد الخارجي .
مشيرة إلي أفضلية استخدام الجلود السميكة الممتلئة ذات النسيج الضيق محكم التماسك لعمل زخارف خطية متنوعة يتم تنفيذها باستخدام أسلحة قطع حادة مثل الكتر لقطع مساحات خطية دقيقة عليه ونزع طبقة قليلة من سطح الجلد المراد زخرفته لعدم ترك أثار للجلد المنزوع ويحتاج هذا الأسلوب إلي دقة شديدة ومران مع دقة في التنفيذ ليظهر التباين بين الشكل والأرضية بوضوح خلال الحفر ويفضل ألا يزيد مقدار الحفر عن نصف سمك الجلد في أقصي الحالات.
وافردت بالشرح والتوضح الآليات الواجب توافرها ومراعاتها أثناء العمل على أي قطع جلدية لتعطي الأثر المطلوب إظهاره .