الاميره عاليه في السيره الهلالية
الاميره عاليه
في السيره الهلالية
رؤية نقدية فرج احمد فرج
نظمت فرقة رحيل حفل الجزء الرابع من كريمات الحرائر بالسيرة الهلالية بمكتبة القاهرة الكبري بالزمالك
الهلالية ىبين التاريخ والفلكلور
البناء الرئيسي حسب تسمية العرب الكلاسيكية لقصص الحرب والحب الشعرية ، تلقي مخطوطة مكتبة المتحف البريطاني الرئيسية للسيرة بالمزيد من الضوء علي منابعها واحداثها الهائلة التي شملت جغرافية الشرق الاوسط عامة غير حلقاتها الرئيسية الثلاث التي هي عداد ثلاث سير متتابعة اولها يضرب في العصور التي تعارفنا عليهالا بالجاهلية السابقة لظهور الاسلام .
وتناقلت السيرة من الجزيرة للشام ( بلاد السرو) ثم مع احداث ظهور الاسلام وقد وفد كبيرهم هلال بن عامر لرسول الله علي رأس قومه وقبائله المتحالفة ولعب اؤلئك الهلالية دورا مهما في ترسيخ اركان الدين الجديد ـ حتي ان النبي اسكنه وقومه وادي العباس ، وقد ساهموا في تحقيق الانتصار علي يهود خيبر .
واصبحت اسماء بعينها في الهلالية مصدر التناقل الشفاهي في الحكي التراثي عند سرد البطولات والحرب والحب والفداء والطاهرة والنقاء لحرائر السيرة ـ فأقدم السلطان حسن علي الزواج من نوفلة اخت دياب بن غانم ثم يقطع عهده لدياب هذا القائد ورأس التحالف اليمني بتقديمه اخته نور بارق او الجازية للزواج منها والتي ورثت امها السالفة شماء قيادتها لحروب وهجراتلا بني هلال حتي اصبح لها ثلث المشورة .
فالجازية قد ورثت رمزية الميثولوجيات القديمة وأبرزهن اثينا في قيادتها للتحالف القبلي اليوناني – الاغريقي في حرب وحصار طرواده.
تمثل شخصية“الجازية” في النصوص الهلالية المدونة، نموذجًا أكثر إيجابية للمرأة العربية عن نظيراتها التونسيات، أو عن بقية الشخصيات النسائية في الهلالية المدونة، قياسًـا عـلى وضعها في المجتمع العربي وقتئذ، سواء من حيث المساحة الكمية أو الزمنية التي احتلتهـا في السيرة، أو من حيث طبيعة تصويرها فيها. فهي لها مواقفها الإيجابية في السيرة مع بني هلال، التي تنتصر فيها للمصلحة العامة على عاطفتها الشخصية (الأمومة – الزوجية)، على نحو ما يؤكد ذلك اختيارها للرحيل مع قبليتها/ بني هلال إلى الغرب، رافضة البقاء في مكـة مـع زوجها الأمير شكر الشريف، وابنها“محمد“. ولعل القصائد التي جاءت على لسانها وزوجها في الوداع والذكرى والحنين (والذي أورد جزءًا منها ابن خلدون في مقدمته)، تؤكد الصراع النفسي الذي عاشته“الجازية“، كتلك القصيدة التي يقول فيها الشريف شكر بعدما سمع بخير رحيل الجازية مع قبيلتها.
وبروز دورها في الحصار الذي ضربه بني هلال علي تونس وفتوحات المغرب .
وتنقل حب ابي زيد الي حب العالية وعندما عرض وافق وبارك خطبته السلطان حسن ابن عمه الاكبر الامير جابر لاعلان خطبة ابي زيد لابنته الاميره عالية ومن جديد تزاحمت دموع الامير الشيخ الضرير جابر والد الغالية ـ وبذلك تجمع شمل الهلالية وقد تفسح المجال امام الامير دياب بن غانم فارس تحالف عرب الجنوب القحطانيين واصبح الطريق مفتوحا امامه علي مصراعيه لطلب يد الاميرة نور بارق او الجازية بعدما تخلي عنها ابو زيد بحبه الجديد للعالية ولما كانت الجازية تملك من الحكمة والحنكة بعد ان اخذت مكان والدتها الام شماء في القيادة والاستحواذ لعرب بني هلال بعدما تعلقت بدياب وأقتناعها بأظفكاره وشخصيه وخططه حربا وسلما .
وبذلك خلق التوازن بين الهلالية بعد زواج ابو زيد بالعالية ودياب بالجازية ـ واذا كان ابو زيد هو الرأظس المفكر للهلالية سواء في وضع الخطط الحربية والاتجاه الي أقصر المسالك لتحقيق الانتصار ـ فأن دياب بن غانم هو الذراع المنتقمة الضاربة .
فرقة رحيل قدمت علي مدار سلسلة الحرائر ثلاثة حتي وصلت الي الرابعة في سلسلة الحرائر للاميرة عالية والتي تلعب دورها في هذا العرض الرابع الفنانه مروة تليمة ذات الرداء الازرق في عباية الاميرات الزرقاء الي جانب الفنانة اسراء حمودة بثوبها الاخضر المميز والتي تلعب دور خضرة الشريفة والفنانة فاطمة سعد الجارية والفنانه سوسن رضوان دور الاميرة شيحة ,
استطاعت شخصية خضره الشريفة ان تفرض نفسها بعفتها بين الناس في الحكي الشعبي والمواويل علي انغام الربابة متربعة ىعلي عرش الحكايات والمواويل فهي الشخصية النسائية في الحكي النسائي الاهم في عالم المروي مثل مثل شهر زاد في الف ليلة وليلة وقد ظلت شخصيتها بين رموز الحكي الشعبي للهلالية بين الرجال ابو زيد ودياب والزناتي خليفة بينهم هي المحرك الحقيقي للاحداث ,
والاميرة شيحة هي ابنة خضرة الشريفة والتي اتهمت في شرفها حينما ولدت ابنها بركات الاسود مثل الغراب وظلت تجاهد كي تثبت عفتها وتبرء شرفها من الدنس وفعلة الزني .
وظلت رمزا للطاهرة الشريفة ـ حرائر السيرة الهلالية رؤية اخراجية مزجت مع الراوي علي الربابة والاداء التعبيري والتمثيلي من قبل الفنانين والفنانات ابطال العرض الحلقة الرابعة من الحرائر التي جسدت فيه الفنانة ذات الرداء الازرق دور الاميرة عالية الفنانة مروه تليمة تمكن المخرج المبدع ىمزج سريع الاداء لايصال فكرة ومحور البطلة من الحرائر وتجلي الحكاوين وعلي راسهم الفنان محمود محمد باداءه الرصين الرائع وتميزه في مخارج الالفاظ وصوته الرصين في التعبير والاداء واضفاء الحيوية والحركة للعرض بلمساته العفوية .
واداء كل من الفنانات مريم احمد ومريم طارق في تتبع الحكي واستلام العرض في سهولة ويسر في التنقل من فنان لفنان اثناء العرض بمصاحبة الاداء الغنائي للمطربة المميزة بصوتها الرخيم والمعبر للحكي فرح نور بمصاحبة الايقاع عاطف عصام وعابد عبد العال ويوسف محمود مع ايقاعات الكمان للعازف محمد عبد اللطيف والعرض رؤية واخراج للمخرج المبدع المسرحي حسام عزام واشعار الاغاني للشاعر اشرف الخطيب والرؤية للشاعر سامح هريدي.