الدكروري يكتب عن إسلام الصحابية حبيبة بنت خارجة
الدكروري يكتب عن إسلام الصحابية حبيبة بنت خارجة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد أسلمت الصحابية الجليلة حبيبة بنت خارجة رضي الله عنها وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، ويعود إسلامها إلى وقت مبكر، فوالدها من السابقين في الإسلام، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار، وقد أسلم قبل الهجرة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وهو أحد النقباء الاثني عشر الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم على قومهم، وبعد الهجرة النبوية آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين أبي بكر الصديق وبين والدها خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي رضي الله عنه، فنزل أبو بكر رضي الله عنه عند أخيه في الإسلام خارجة، وكان منزل خارجة بن زيد سيد بني الحارث بن الخزرج في منطقة السّنح في عوالي المدينة المنورة، فتزوج أبو بكر رضي الله عنه من ابنته حبيبة بنت خارجة.
وقد قال ابن سعد نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير وتزوج ابنته، فلم يزل أبو بكر الصديق رضى الله عنه، في بني الحارث بن الخزرج بالسّنح حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رضي الله عنه قد لزم النبي صلى الله عليه وسلم، في مرضه الذي توفي فيه، فلما أصبح صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين الثانى عشر من المحرم سنة حادى عشر من الهجره، وكلم الناس، وقال له أبو بكر يا نبي الله إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما نحب، واليوم يوم بنت خارجة، أفآتيها؟ قال ” نعم ” ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح، فمات صلى الله عليه وسلم في غيبته، فلما وصل خبر وفاته صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر عاد مسرعا على فرسه.
إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن بويع لأبي بكر رضي الله عنه بالخلافة، بقي كذلك عند زوجته حبيبة بنت خارجة بالسنح، حتى وفاته رضي الله عنه سنة الثالث عشر من الهجره، وقد روى ابن سعد والطبري عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن منزل أبا بكر كان بالسنح عند زوجته حبيبة ابنة خارجة بن زيد بن أبي زهير من بنى الحارث ابن الخزرج، وكان قد حجر عليه حجرة من سعف، فما زاد على ذلك حتى تحول إلى منزله بالمدينة، فأقام هنالك بالسنح بعد ما بويع له ستة أشهر، يغدو على رجليه إلى المدينة، وربما ركب على فرس له، وعليه إزار ورداء مُمشّق، فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس، فإذا صلى العشاء، رجع إلى أهله بالسنح، فكان إذا حضر صلى بالناس.
وإذا لم يحضر صلى بهم عمر بن الخطاب قال فكان يقيم يوم الجمعة صدر النهار بالسنح يصبغ رأسه ولحيته ثم يروح لقدر الجمعة، فيُجمّع بالناس، وقد ولدت حبيبة بنت خارجة رضي الله عنها لأبي بكر ابنته أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنه، حيث كانت حبيبة بنت خارجة رضي الله عنها حاملا من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فلما حضرته الوفاة، قال “إن ذا بطن بنت خارجة قد ألقي في خلدي أنها جارية” فكانت كما قال رضي الله عنه، وتلك من كراماته، فولدت بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه فى السنة الثالث عشر من الهجره، وسمتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها “أم كلثوم” ثم تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له زكريا وعائشة ابني طلحة، وهي التي عناها أبو بكر في حقها عند وفاته.
في قوله لعائشة رضي الله عنها “إن أبا بكر كان نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله بالعالية، فلما حضرته الوفاة قال والله يا بنية ما من الناس أحب إلي غنى بعدي منك ولا أعز علي فقرُا منك وإني كنت نحلتك من مالي جذاذ عشرين وسقا فلو كنت جذذتيه واحتزتيه كان لك، فإنما هو اليوم مال وارث، وإنما هو أخوك وأختاك، فاقسموه على كتاب الله عز وجل، فقالت يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته، إنما هي أسماء فمن الأخرى؟ قال ذو بطن بنت خارجة، أراها جارية، فولدت جارية” وكانت حبيبة بنت جارجة وابنتها أم كلثوم ممن ورثوا من أبي بكر رضي الله عنه عند وفاته.