الدكروري يكتب عن التربية الصامتة للأبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه وصلاة وسلاما علي أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين الذي كان شديد الحمد لربه وإخلاصه له عز وجل فكان صلي الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعام قال بسم الله، فإذا فرغ صلي الله عليه وسلم قال اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت واجتبيت، اللهم فلك الحمد على ما أعطيت، وكان صلي الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا، وكان صلي الله عليه وسلم إذا رفعت مائدته قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله الذي كفانا وآوانا غير مكفي ولا مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا، وكان صلي الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه يتذكر نعمة الله عليه.
هذا التذكر الذي نفتقده نحن وننساه نحن ونغفل عنه نحن، وكان صلي الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي، فيحمد ربه أنه كفاه وآواه، وكان صلي الله عليه وسلم إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر الله على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول صلي الله عليه وسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وفي التلبية ماذا يقول الحاج والمعتمر؟ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، أما بعد، فإن من أهم وسائل إصلاح النشء هو التربية بالقدوة، وهى تربية صامتة.
ولكن أثرها أعظم من كل توجيه، فالطفل منذ ضعفه مفطور على محاكاة مَن هو أكبر منه، فأنت أنت صورة حية لأولادك، فانظر ماذا ترسم في شخصيتهم من خلال قولك، وسمتك، وفعلك، فإن القدوة ليست كلمات تقال، بل هي سلوك وأفعال، وإنه لشرخ فى جدار التربية، وعلى الأم أن تفتح قناة للاتصال مع ابنتها، وأن تجلس وتتحاور معها لتفهما كيف تفكر، وما ذا تحب من الأمور وماذا تكره؟ واحذري أيتها الأم أن تعامليها كأنها ند لكى، ولا تقرني نفسك بها، وعندما تجادلك أنصتي لملاحظاتها وردي عليها بمنطق وبرهان، إذا انتقدت فانتقدي تصرفاتها ولا تنتقديها هي كشخص، استعيني بالله ليحفظها لك ويهديها، ولقد حثنا الإسلام علي إحترام الكبير وتوقيره، حتي في دعوة الناس إلى الإسلام.
حتى وهم كفار ملحدون أو مارقون، فيقول تعالى فى سورة النحل” ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن” وقال عز وجل فى سورة العنكبوت ” ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن” وقال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام، كما جاء فى سورة طة “فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى” وفي الخصومة قال تعالى فى سورة فصلت “ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم” وما ذلك إلا لما للاحترام من النتائج الإيجابية والثمرات الطيبة، ولما للإهانة من النتائج السلبية المؤسفة، وإنه إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا زينه بخلق الاحترام واحترام الناس، فتحلى به حتى اشتهر به، ولبس ثوبه الجميل، وتدثر بدثاره الأنيق.