الدكروري يكتب عن تقسيم الغنائم
الدكروري يكتب عن تقسيم الغنائم
بقلم / محمــــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن تقسيم الغنائم
ذكرت كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة، أن الأموال التي يحوزها المسلمون في القتال هي الغنيمة التي تقسم كما ذكرت، وأما الأموال التي يحوزونها دون قتال فتسمى بالفيء ويصرف في المصالح العامة، وفقا لاجتهاد الحاكم، وقد يعطي الحاكم النفل لبعض المقاتلين المبرزين من الغنيمة قبل إخراج الخمس منها أو بعده، كما يجوز أن يعطيهم من الخمس، وكذلك يأذن لهم بأخذ سلب من قتلوه من المشركين، وهكذا قال أنس بن مالك رضى الله عنه، إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها، وقد وضح بعض المؤلفة قلوبهم عن أثر ذلك فقال صفوان بن أمية، لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي.
فما ربح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي، ولقد كان صفوان بن أمية من المؤلفة قلوبهم، وكان يحب أن يناله من أعطيات الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تأثر بعض المسلمين في بداية الأمر لعدم شمولهم بالأعطيات فكان لابد من بيان الحكمة لهم في ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم موضحا “والله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير” وقال صلى الله عليه وسلم ” إني لأعطي رجالا حدثاء عهد بكفر أتألفهم ” وقال ” إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار ” وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأنصار وجدوا في أنفسهم.
لعدم أخذهم شيئا من الأعطيات، وأن بعض أحداثهم قالوا إذا كانت الشدة فنحن ندعي، وتعطى الغنائم غيرنا، وقالوا يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فجمعهم في قبة من أدم وقال صلى الله عليه وسلم ” إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم، لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار” فلما وضحت لهم الحكمة من التوزيع، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلهم إلى إيمانهم، فهم مثال للتضحية والتجرد في سبيل العقيدة، يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع، ولم تكن الدنيا همهم ولا المال مقصدهم، فلما عرفوا سبب منع الأعطيات عنهم.
أعلنوا رضاهم بذلك ما دام فيه إعزاز الإسلام ومصلحة العقيدة التي يفتدونها بكل عزيز وغال من نفس ومال، وكيف لا يرضون وقد أدركوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم، القائد قدمهم على سواهم، واعتمد على إخلاصهم للعقيدة ووكلهم إلى إيمانهم فكانوا عند حسن ظنه بهم، فقد بكوا بعد سماع كلامه وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا.